عاجل

أمين الشئون الإسلامية يوضح كيفية مواجهة التغريب وتعزيز الانتماء

الشئون الإسلامية
الشئون الإسلامية

قال الدكتور محمد عبد الرحيم البيومي، الأمين العام للمجلس الأعلى للشئون الإسلامية، إن مواجهة التغريب تتطلب تضافر الجهود بين المؤسسات الدينية والعلمية والثقافية، وضرورة العمل على تعزيز الانتماء للغة العربية وتراثها، مع الانفتاح الواعي على العالم دون ذوبان أو تبعية.

وأوضح أمين الشئون الإسلامية، خلال كلمة وزارة الأوقاف، نيابة عن الدكتور أسامة الأزهري، وزير الأوقاف، في افتتاح المؤتمر الدولي السادس لكلية الدراسات الإسلامية والعربية للبنين بالقاهرة حول: «التغريب في العلوم العربية والإسلامية – المظاهر – الأسباب – سبل المواجهة»، أن التلاقح المعرفي أمرٌ حتَّمه الاجتماع البشري، في عموميات جمعه وطلبه الإنسان بحسب مقتضياته وعقله، دون تذويب لهوية أو ذوبان لماهية، بل إن حقيقة الأمر وواقعه امتزاج معرفي يحفظ للإنسان كينونته، وللمجتمع خصوصيته، على بساط من التعارف يلتقيان، وبرزخٍ محددٍ لا يبغيان.

الأمة الفتية قادرة على صناعة المعجزات في حاضرها 

أن بساط العلوم والمعارف تدور في فلك البشرية بين سيرة ومسيرة، في أصلٍ يدندن بأوتاره حول التعارف واللقاء، بلا بينونة أو فراق، وسُنّة الله جرت بين خلقه دائرة بين هداية وتوفيق، موضحا أن الهيمنة البشرية قسمة أزلية لأنفسٍ غلبت عليها شقوتها، فاستحبّت العمى على الهدى، وقد خَلَت في تاريخ البشرية المثُلات، ﴿وَمَا يَعْقِلُهَا إِلَّا العَالِمُونَ﴾.

وبيَّن أن من وَعَى التاريخ في قلبه، فقد أضاف عمرًا إلى عمره، وأن من لم يعتبر بالناس اعتبر الناسُ به، ومن لم يتدبّر في العواقب أصبح من النادمين، والتغريب -في إطار التنظير وواقعه المعرفي- تتخطف الأفئدة من حوله ما بين رفضٍ وقبولٍ، مؤكدًا أنه لا بد من تجاوز “الماهيات” في أبجديات صياغته، وقد كانت لنا من قبل تذكرة {وَتَعِيَهَا أُذُنٌ وَاعِيَةٌ}.

وأضاف أن الغرب، في حضارته، لا يمكن أن يدور بين اكتمال وتمام وخلود، ومن ثم فلا بد من موضوعية في الأخذ والعطاء، وإيجابية في التميز والاختيار.

وأكد أن أمة فتية استعصت على الذوبان في ماضيها، قادرة على صناعة المعجزات في حاضرها، مستحقة للخلود في مستقبلها، في اقترانٍ وجودي بخلود كتابها، وهدي نبيها صلى الله عليه وسلم. وكأن انعكاسات الحفظ الإلهي قد ألقت بظلالها عليها من أنوار قوله تعالى: ﴿إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ﴾، فلا خوف عليها، وقلبها النابض أرض الكنانة والمكانة

تم نسخ الرابط