قد يستغرق من أسبوعين إلى ثلاثة
بريطانيا تستعد لاتفاق تجاري مع الولايات المتحدة للنجاة من رسوم ترامب

كشفت صحيفة Daily Telegraph البريطانية أن مسؤولين في البيت الأبيض يعتقدون أن اتفاقا تجاريا مع بريطانيا يمكن الانتهاء منه خلال ثلاثة أسابيع.
ونقلت الصحيفة عن مصدر مطلع على الاستراتيجية إن لندن "في وضع جيد لإبرام صفقة سريعة"، على الرغم من أن المملكة المتحدة من المرجح أن تكون في موجة ثانية من الإعلانات -بعد اليابان والهند وكوريا الجنوبية- التي يريد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب التوصل إلى اتفاقيات معها من أجل عزل الصين.
يأتي ذلك بعد يوم واحد من قيام جيه دي فانس، نائب الرئيس الأمريكي، برفع مؤشر فوتسي 100 عندما توقع أن يوافق ترامب على "صفقة تجارية عظيمة" مع لندن بسبب "قرابة ثقافية" مع بريطانيا.
وقال مسؤول في البيت الأبيض لصحيفة The Telegraph إن هذا يعني أن "من المتوقع التوصل إلى اتفاق قريبا".
وأضاف: " أسبوعين، أو ربما ثلاثة أسابيع".
وتعرضت المملكة المتحدة لرسوم جمركية شاملة بنسبة 10% على جميع السلع المستوردة إلى الولايات المتحدة تقريبا، بعد الخطوة التي اتخذها ترامب في "يوم التحرير" -كما أسماه- لإعادة ضبط التجارة العالمية.

ميزة بريطانية
يوم الثلاثاء، قالت كارولين ليفيت، السكرتيرة الصحفية للبيت الأبيض، إن هناك بالفعل 15 اتفاقية تجارية على الطاولة بعد أن تواصلت أكثر من 75 دولة للتوصل إلى اتفاقيات قبل نهاية فترة التوقف التي استمرت 90 يومًا بشأن التعريفات الجمركية الأكثر صرامة.
وقال مسؤولون في إدارة ترامب، علناً وسراً، إن بريطانيا في وضع جيد لإبرام صفقة سريعة لأنها تستورد سلعاً من الولايات المتحدة أكثر مما تصدره.
ومع ذلك، فإنهم يحذرون أيضًا من أنه لا يمكن اعتبار أي شيء أمرًا مسلمًا به في ظل أسلوب ترامب غير المتوقع .
ونقل التقرير عن ستيف بانون، الاستراتيجي السابق لترامب والذي كان مؤثرا في الدفع نحو عودة الصناعات التحويلية إلى الأراضي الأمريكية، إن الاتفاق مع المملكة المتحدة سيكون من بين أبسط الاتفاقات وأسرعها للتفاوض.
قال: "أنتم (بريطانيا) لم تعودوا تصنعون شيئًا. أنتم لا تصنعون شيئًا نسعى لاستعادته. لهذا السبب ستكون اليابان وكوريا صعبة. صحيح أنكم تصنعون السيارات، لكنها لا تُذكر في الواقع. إنها أشبه بسيارات جاجوار وأستون مارتن مُصممة حسب الطلب".
ومع ذلك، تتمتع بريطانيا بمزايا لا تستطيع الدول الأخرى أن تضاهيها، وفقا لنائب الرئيس الأمريكي فانس، الذي قال في تصريح لموقع UnHerd: "هناك تقارب ثقافي حقيقي. أمريكا في الأساس دولة إنجليزية. وأعتقد أن هناك فرصة جيدة أن نتوصل إلى اتفاق عظيم يصب في مصلحة كلا البلدين".
وأضاف: "نحن بالتأكيد نعمل بجهد كبير مع حكومة كير ستارمر"؛ مشيرا إلى أن بريطانيا والولايات المتحدة تتمتعان بالفعل بـ"علاقة متبادلة".
وقال متحدث باسم الحكومة البريطانية إن المفاوضات مع الولايات المتحدة مستمرة "لقد أوضحنا أن الحرب التجارية ليست في مصلحة أي أحد، وسنواصل اتباع نهج هادئ وثابت في المحادثات".

مفاوضات مستمرة
من المتوقع أن تتوجه وزيرة الخزانة البريطانية راشيل ريفز إلى واشنطن الأسبوع المقبل برفقة وزراء مالية آخرين لحضور اجتماعات صندوق النقد الدولي الربيعية.
ويلفت التقرير إلى أنه "ربما يتعين على بريطانيا الانتظار حتى الانتهاء من صفقات أخرى، في الوقت الذي تحاول فيه إدارة ترامب بناء كتلة تجارية قادرة على مواجهة القوة الصناعية الصينية".
وصباح الأربعاء، التقى ترامب بالمسؤولين اليابانيين. وقبل المحادثات كتب على موقع Truth Social: "نأمل أن نتمكن من التوصل إلى شيء جيد (عظيم!) لليابان والولايات المتحدة!"
ومن المقرر أن يلتقي وزير مالية كوريا الجنوبية مع وزير الخزانة الأمريكي الأسبوع المقبل.