ناصر قلاوون : الولايات المتحدة خسرت في الحرب التجارية مع الصين

قال الدكتور ناصر قلاوون، أستاذ الاقتصاد الدولي، إن عددا من المؤسسات المالية الأمريكية وخاصة صندوق النقد الدولي، لم يتوقعوا أن يقوم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بشن حرب تجارية وفرض رسوم جمركية على العالم.
وتابع أستاذ الاقتصاد الدولي، خلال لقائه عبر سكايب مع الإعلامي أحمد موسى في برنامج «على مسئوليتي» المذاع على قناة «صدى البلد»، أن دولة الصين ردت الضربة التي ضربها الرئيس الأمريكي، موضحا أن 20 % من صادرات الصين تكون موجهة إلى الولايات المتحدة الأمريكية.
وذكر الدكتور ناصر قلاوون، أن الصين تنافس الولايات المتحدة الأمريكية، وترامب يريد الآن التراجع عن قراراته والتفاوض، مشيرا إلى أن الولايات المتحدة خسرت في الحرب التجارية مع الصين.
وأردف: لا أحد يفهم إذا كان هناك نظام اقتصادي عالمي جديد، وهناك مخاوف عالمية، بسبب ما يحدث في الفترة الحالية بين الصين وأمريكا، الصين ضربت الأسهم الأمريكية والدولار خلال الأيام الأخيرة".
وتابع: " الصين دولة صاعدة، وهناك تسابق أمريكي على ثروات أوكرانيا وترغب في الحصول عليها، وترامب يريد قناة بنما أيضا".
الولايات المتحدة تحقق رسوما جمركية قياسية
وفي سياق أخر، أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب، عن انخفاض أسعار جميع المنتجات ، بما في ذلك البنزين والبقالة وغيرها، مشيرا إلى أن الولايات المتحدة تحقق رسوما جمركية قياسية.
وكتب ترامب عبر حسابه على منصة تروث سوشيال “ تشهد الولايات المتحدة رسوما جمركية قياسية، مع انخفاض أسعار جميع المنتجات تقريبًا، بما في ذلك البنزين والبقالة، وكل شيء آخر تقريبًا ، وبالمثل، انخفض التضخم ، وعود قطعت، ووُفِيَ بها ”.
وفي ظل تصاعد التوترات التجارية والسياسات الحمائية التي ينتهجها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أكد الدكتور مصطفى بدرة، الخبير الاقتصادي، أن البورصات الأمريكية تشهد موجة تراجع حادة أثرت على الاقتصاد العالمي، وفتحت الباب أمام الصين لتتقدم كبديل استثماري واستراتيجي أمام العديد من الدول، من بينها مصر.

تراجع حاد في الأسواق
وقال بدرة خلال لقائه مع الإعلامي أحمد موسى في برنامج "على مسئوليتي" المذاع على قناة "صدى البلد": إن البورصات الأمريكية سجلت تراجعًا كبيرًا في الفترة الأخيرة، بلغ نحو 3% في جلسة واحدة فقط، معتبرًا أن هذا التراجع يعكس حالة من القلق والارتباك في الأسواق المالية، بسبب استمرار فرض التعريفات الجمركية من قبل الإدارة الأمريكية، وهو ما دفع المستثمرين الكبار إلى التريث أو سحب استثماراتهم.
وأشار إلى أن تصريحات دونالد ترامب الأخيرة جاءت صادمة للأسواق، إذ أعلن بشكل واضح أن أي دولة تتعاون تجاريًا أو استثماريًا مع الصين ستتعرض لعقوبات ورسوم كبيرة، هذا التهديد المباشر أدى إلى حالة من التخبط في قرارات المستثمرين حول العالم، خاصة أن الصين تُعد شريكًا اقتصاديًا رئيسيًا للعديد من الدول الكبرى والنامية على حد سواء.
الصين تتصدر المشهد
وعن الفرص البديلة، شدد “بدرة” على أن الصين أصبحت اليوم البديل الأبرز للولايات المتحدة في المجالات الاستثمارية، نظرًا لما تقدمه من تسهيلات وشراكات تجارية دون شروط سياسية.
وأكد أن مصر تعمل بجدية على زيادة الاستثمارات الخارجية، وتسعى لاستقطاب كبرى الشركات العالمية، مع إعطاء اهتمام خاص للتعاون مع الصين.
ونوه بدرة إلى أهمية جذب الشركات الصينية المتقدمة إلى السوق المصرية، لا سيما في قطاعات المحمول وصناعة السيارات، التي تشهد تطورًا هائلًا في الصين.
وأشار إلى أن هذه الخطوة ستوفر لمصر فرصًا كبيرة في مجالات التكنولوجيا والتصنيع المحلي، بما يحقق قيمة مضافة للاقتصاد المصري.