علاء فاروق: التكويد الذكي والتصدير السريع يعززان مكانة الزراعة المصرية عالمياً

في ظل جهود الدولة المصرية المتواصلة لتعزيز قطاع الزراعة وتحقيق الاكتفاء الذاتي وزيادة القدرة التصديرية، كشف الدكتور علاء فاروق، وزير الزراعة، عن ملامح النهضة الزراعية التي تعيشها البلاد، مؤكدًا أن التطوير الشامل في كل حلقات الإنتاج والتصدير، بالإضافة إلى دعم القيادة السياسية، ساهم في تحقيق إنجازات غير مسبوقة في زمن قياسي.
تحديث للحجر الزراعي
قال الدكتور فاروق، في مداخلة هاتفية مع الإعلامية بسمة وهبة ببرنامج "90 دقيقة" على قناة "المحور"، إن أحد المفاتيح الرئيسة لنجاح منظومة التصدير الزراعي هو الاهتمام الكبير بالحجر الزراعي المصري، وضبط معايير الجودة بما يتوافق مع المواصفات العالمية، خاصة تلك المفروضة من دول الاتحاد الأوروبي، والتي تُعد من أكثر الأسواق صرامة في القواعد التنظيمية.
وأضاف أن هناك وعيًا متزايدًا لدى المستثمرين والمزارعين المصريين بالقوانين الدولية ومعايير التصدير، مما سهّل عملية دخول المنتجات المصرية إلى أسواق خارجية كبرى. وأشاد بنجاح الإرشاد الزراعي الوطني في رفع كفاءة المنتج النهائي، سواء من حيث الجودة أو الالتزام بالمعايير الصحية والبيئية.
تكويد المزارع
في إطار استراتيجية الدولة لرفع كفاءة الإنتاج الزراعي وتعزيز القدرة على المنافسة الخارجية، أشار الوزير إلى أن مصر بدأت في تطبيق نظام تكويد المزارع وفقًا لأحدث الأساليب العالمية، ويعني ذلك أن كل مزرعة أصبحت تحمل رقمًا تعريفيًا يتيح تتبع مصدر المحصول بدقة، وهو ما يمنح المنتجات المصرية ميزة تنافسية في الأسواق الدولية، ويعزز الثقة بها من قبل الجهات الرقابية والمستوردين.
من أبرز الإنجازات التي أشار إليها الدكتور علاء فاروق هو تدشين خط النقل البحري "الرورو" بين ميناء دمياط المصري والموانئ الإيطالية، بجهود كبيرة من الفريق كامل الوزير، موضحًا أن هذا الخط مكّن مصر من تصدير الخضروات الطازجة والمجمدة في أقل من 24 ساعة، مما ساعد في الحفاظ على جودة المنتجات ووصولها إلى الأسواق الأوروبية في توقيت مثالي.
وأكد أن هذه المبادرة ساهمت في خلق ثقة متزايدة بالمنتجات الزراعية المصرية في أوروبا، وساهمت في توسيع قاعدة المستوردين، بما يعزز العائد الاقتصادي للدولة والمزارع على حد سواء.
استصلاح الأراضي
تطرق وزير الزراعة إلى ملف استصلاح الأراضي الزراعية، مشيرًا إلى أن الدولة المصرية كانت تمتلك في السابق حوالي 5.6 ملايين فدان، لكن السنوات الأخيرة شهدت توسعات كبيرة خاصة في المناطق الصحراوية، مشيدًا بمشروع "مستقبل مصر"، باعتباره من أهم المبادرات الزراعية التي فتحت آفاقًا جديدة لزيادة الرقعة الزراعية.
كما أوضح أن القوات المسلحة لعبت دورًا محوريًا من خلال توفير البنية التحتية المتكاملة التي مكنت من اقتحام الأراضي الصحراوية، وتحويلها إلى مناطق زراعية منتجة تسهم في تأمين الغذاء، وتفتح فرصًا استثمارية جديدة.

الزراعة المصرية العالمية
في ختام تصريحاته، أكد وزير الزراعة أن كل هذه النجاحات تؤكد أن الزراعة المصرية تشهد ثورة حقيقية، لا تقتصر على زيادة الإنتاج فقط، بل تمتد لتشمل التوسع في المساحات المزروعة، وتطبيق أعلى معايير الجودة، والتوسع في الأسواق العالمية، بما يجعل مصر لاعبًا رئيسيًا في السوق الزراعية الدولية.