خبير علاقات دولية: ضغوط داخلية وراء تراجع ماكرون عن دعم القضية الفلسطينية

قال الدكتور أحمد ماهر، الباحث في العلاقات الدولية، إن الضغوط الداخلية التي تواجه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، خاصة من جانب الأحزاب اليمينية والجماعات الموالية لإسرائيل، لعبت دورًا كبيرًا في تعديل موقفه السياسي تجاه القضية الفلسطينية.
وأوضح ماهر، في تصريحات خاصة لـ"نيوز رووم"، أن التحديات السياسية والاقتصادية المرتبطة بالعلاقات مع اللوبيات المؤثرة داخل فرنسا ساهمت بشكل مباشر في تراجع ماكرون عن موقفه الداعم لقيام دولة فلسطينية، والذي كان قد أعلنه مؤخرًا عقب زيارته إلى مصر.
وأضاف الباحث في العلاقات الدولية أن مواقف فرنسا إزاء قضايا الشرق الأوسط تتسم بالتذبذب، مشيرًا إلى أنها قد تبدي تعاطفًا مع القضايا العربية في أوقات معينة، ثم تعود لتصطف خلف إسرائيل في أوقات أخرى.
وأشار ماهر إلى أن التأثير الصهيوني داخل فرنسا لا يقتصر فقط على الجانب السياسي، بل يمتد ليشمل قطاعات اقتصادية وثقافية مؤثرة، ما يصعّب على أي رئيس فرنسي، بمن فيهم ماكرون، اتخاذ مواقف ثابتة تتماشى مع المصالح العربية.
وتابع: "التقلبات في مواقف ماكرون هي انعكاس واضح لحجم الضغط الذي تمارسه التيارات اليمينية والجماعات المتحالفة مع إسرائيل داخل فرنسا، الأمر الذي يجعله دائمًا مضطرًا لإعادة ضبط بوصلته السياسية بما يتماشى مع مصالح تلك القوى".
واختتم ماهر حديثه بالتأكيد على أن تصريحات ماكرون لا يمكن التعويل عليها بشكل كامل، لأن السياسة الفرنسية تخضع بدرجة كبيرة لحسابات داخلية تتعلق بالمصالح والضغوط، وليس بالمبادئ الثابتة تجاه القضايا الدولية.
كان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أعلن دعمه الكامل لأمن إسرائيل في اتصال هاتفي مع رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، مشددًا على ضرورة إطلاق سراح "الأسرى" ونزع سلاح حركة المقاومة الإسلامية “حماس”.
وجاء هذا التصريح بعد أيام قليلة من التصريحات التي أطلقها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أثناء زيارته لمصر، حيث ألمح إلى إمكانية اعتراف فرنسا رسميًا بدولة فلسطين خلال مؤتمر دولي يعقد في يونيو المقبل، وهو ما اعتُبر تحولًا في الموقف الفرنسي من القضية الفلسطينية ودعمها.