أوكرانيا تعلن عن "تقدم ملحوظ" في المحادثات مع أمريكا حول اتفاق المعادن

أعلنت كييف، الأربعاء، عن إحراز "تقدم ملحوظ" في محادثاتها مع واشنطن بشأن اتفاق الموارد المعدنية، الذي يُعتبر محوريًا لضمان استمرار الدعم الأمريكي لأوكرانيا في ظل الأزمات المستمرة مع روسيا. 

تأتي هذه الخطوة بعد محادثات طويلة ومعقدة بين الجانبين، تم خلالها تكييف بنود الاتفاق بشكل دقيق من قبل فرق فنية متخصصة.
وأكدت وزيرة الاقتصاد الأوكرانية، يوليا سفيريدينكو، عبر منصات التواصل الاجتماعي أن الفرق الأوكرانية والفنية قد عملت "معًا بدقة شديدة" على مسودة الاتفاق، مشيرة إلى التقدم الكبير الذي تم تحقيقه في هذا الشأن.

 وكشفت أن الطرف الأوكراني قام بتعديل عدة بنود في المسودة لتتماشى مع احتياجات الطرفين، مع التخطيط لتوقيع "مذكّرة إعلان نوايا" قريبًا، مشددة على أن الصيغة النهائية ستخضع لموافقة البرلمان الأوكراني.
وبحسب وكالة “فرانس برس”، فإن هذا الاتفاق المرتقب يعد خطوة حيوية نحو تعزيز التعاون بين كييف وواشنطن في قطاع الموارد المعدنية، حيث يُتوقع أن يوفر فرصًا كبيرة للاستثمار والتنمية في أوكرانيا، ويخلق أسسًا لنمو اقتصادي مشترك بين الدولتين. 

دافع رئيسي للنمو الاقتصادي في أوكرانيا

وزيرة الاقتصاد الأوكرانية أكدت أن هذه الاتفاقية ستكون بمثابة دافع رئيسي للنمو الاقتصادي في أوكرانيا، في وقت يعاني فيه اقتصاد البلاد من تبعات الحرب المستمرة.
وفي وقت لاحق من اليوم، أفاد مسؤولون مطلعون على سير المفاوضات بأن المحادثات تتقدم بوتيرة سريعة، وهو ما يُعد تطورًا إيجابيًا يبعث على التفاؤل، بحسب تقارير إعلامية أوكرانية.

وقد أكد المسؤولون أن النسخ الأخيرة من الاتفاق لا تتضمن الاعتراف بالمساعدات الأمريكية كديون مستحقة على أوكرانيا، مما يعكس تقليص واشنطن لمطالبها بشأن سداد تلك المساعدات.
وفيما يتعلق بالدوافع الأمريكية وراء هذه الاتفاقية، يبرز حرص الرئيس الأمريكي على تعويض المساعدات العسكرية والاقتصادية الكبيرة التي قدمتها إدارة الرئيس السابق جو بايدن إلى أوكرانيا منذ بداية الغزو الروسي في 2022. 

في هذا السياق، أشار مصدر رسمي لوكالة فرانس برس إلى أن واشنطن قد خففت من مطالبها المتعلقة بعودة المساعدات المقررة لأوكرانيا، وهو ما يعكس تطورًا ملحوظًا في مواقف الإدارة الأمريكية.
هذا ويُتوقع أن يُبرم الاتفاق رسميًا في الأيام القادمة، مع تصريحات وزير الخزانة الأمريكي سكوت بيسنت التي أوضح فيها إمكانية توقيع الاتفاق في وقت قريب، وهو ما يعكس أهمية هذا الملف بالنسبة للجانبين في الوقت الراهن.