بعد القفزة التاريخية في الأسعار.. ماذا حقق الذهب من مكاسب خلال 4 أشهر؟

شهدت أسعار الذهب اليوم الأربعاء، قفزة غير مسبوقة تُعد الأولى من نوعها في التاريخ، نتيجة عدة عوامل عالمية أبرزها تصاعد الحرب التجارية بين الولايات المتحدة الأمريكية والصين، أكبر قوتين اقتصاديتين على مستوى العالم.
وسجل سعر الذهب ارتفاعًا ملحوظًا خلال منتصف تعاملات اليوم مقارنة ببداية التعاملات، حيث ارتفع بنحو 110 جنيهات، بينما وصل سعر جرام الذهب عيار 24 إلى 5411 جنيهًا، فيما بلغ سعر جرام الذهب عيار 21 – الأكثر تداولًا في السوق المصري – نحو 4735 جنيهًا، بينما سجل سعر الأوقية نحو 3304 دولارات.
وخلال الأشهر الأربعة الأولى من عام 2025، حقق الذهب مكاسب كبيرة وصفها محللون بـ"الخيالية"، فقد ارتفع سعر جرام الذهب عيار 21 بمقدار 1015 جنيهًا، مقارنة بسعره في بداية يناير الماضي الذي بلغ 3720 جنيهًا، فيما زاد سعر جرام الذهب عيار 24 بنحو 1160 جنيهًا، بعدما كان يسجل 4251 جنيهًا في مطلع العام.
أسباب أرتفاع أسعار الذهب
وسجل الجنيه الذهب ارتفاعًا كبيرًا منذ بداية العام، حيث قفز من 29,760 جنيهًا في يناير إلى 37,040 جنيهًا حاليًا، محققًا مكاسب قدرها 7280 جنيهًا.
وقال المهندس لطفي منيب، نائب رئيس شعبة الذهب والمجوهرات بالاتحاد العام للغرف التجارية، إن أسعار الذهب العالمية سجلت اليوم مستوى قياسيًا غير مسبوق، حيث تجاوز سعر الأوقية حاجز 3300 دولار، مؤكدًا أن هذه الزيادة تُعد الأكبر منذ بداية العام الجاري.
وأضاف منيب في تصريحات لـ "نيوز رووم"، أن سعر الأوقية مطلع العام كان يبلغ نحو 1870 دولارًا، مشيرًا إلى أن الزيادة الحالية تمثل ارتفاعًا بنسبة تقترب من 22%.
وأوضح نائب رئيس شعبة الذهب، أن هذه القفزة الكبيرة في الأسعار العالمية انعكست بطبيعة الحال على السوق المحلي، حيث وصل سعر جرام الذهب عيار 24 إلى 5400 جنيه، فيما بلغ سعر جرام الذهب عيار 21 حوالي 4740 جنيه، مشيرا إلى أن هذا الارتفاع يرتبط بشكل مباشر بزيادة الأسعار العالمية، والتي تأثرت بدورها باشتعال الحرب التجارية بين الولايات المتحدة الأمريكية والصين.
مكاسب الذهب منذ بداية العام
وعن توقعاته للفترة المقبلة، أوضح منيب أنه من الصعب تحديد اتجاه الأسعار بدقة، مؤكدًا أنه طالما الموقف يتصاعد بين أمريكا والصين، فإن الاتجاه المرجح هو استمرار الزيادة، موضحا أنه في حالة احتواء الموقف بأي شكل، فمن الممكن أن تهدأ الأسعار وتعود إلى مستويات أقل بنفس سرعة ارتفاعها، نظرًا لأن العامل المؤثر الأكبر في هذه المرحلة هو التوتر بين القوتين الاقتصاديتين الأكبر عالميًا.
وتابع منيب، أن الكثير من الناس قد لا يكون لديهم تصور واضح حول العلاقة بين الحرب التجارية وارتفاع أسعار الذهب، موضحا أن التساؤل المطروح دائمًا هو ما علاقة الذهب بالخلافات بين الدول؟ ولماذا يتأثر سعره بتلك النزاعات؟.
وقال منيب: "الذهب هو الأساس الذي تُقيم عليه جميع العملات فعلى سبيل المثال، نقوم بقياس سعر الريال أو أي عملة أخرى مقارنة بالدولار، ولكن في الأصل الذهب هو العملة الأولى تاريخيًا، قبل ظهور العملات الورقية وحتى العملات الرقمية كما أن الذهب يظل حتى الآن الاحتياطي الأقوى لدى البنوك المركزية.
وأكد أن الذهب ما زال يحتفظ بمكانته كملاذ آمن، رغم التطورات التكنولوجية والمالية، موضحًا: "حتى مع ظهور العملات الرقمية والافتراضية يبقى الذهب المسيطر، ولم يفقد مكانته كأداة تحفظ القيمة في أوقات الأزمات، موضحا أنه عند حدوث اضطرابات اقتصادية أو سياسية عالمية، يتجه المستثمرون إلى الذهب، وهو ما يؤدي إلى ارتفاع أسعاره".
من جانبه قال نادي نجيب، سكرتير عام شعبة الذهب سابقًا، إن السوق المحلي في مصر يتأثر بشكل مباشر بالبورصة العالمية للذهب، والتي سجلت مؤخرًا ارتفاعًا غير مسبوق في الأسعار.
وأضاف نجيب في تصريحات لـ "نيوز رووم"، أن البورصة العالمية للذهب عادة ما تؤثر على السوق المحلي بشكل لحظي، موضحًا أن الأسعار ارتفعت مؤخرًا من 4330 جنيهًا إلى 4740 جنيهًا لعيار 21 خلال فترة قصيرة، بزيادة تتجاوز 400 جنيه.
وعن توقعاته للفترة المقبلة، قال نجيب: "الاتجاه حتى الآن يشير إلى احتمالات استمرار الارتفاع، خاصة في ظل الأوضاع الاقتصادية العالمية"، مضيفًا: "السعر زاد أكثر من 100 جنيه في مرة واحدة فقط، ما يدل على حالة عدم الاستقرار واستمرار التحرك الصعودي".
وردًا على سؤال حول ما إذا كان من الأفضل بيع الذهب حاليًا أم الاحتفاظ به، أوضح نجيب أن من يملك الذهب ويحتاج إلى سيولة مالية يمكنه بيع كميات بسيطة حسب الحاجة، لكن في المجمل، من يرغب في الشراء فالأفضل أن يقدم عليه الآن، لأن الأسعار مرشحة للمزيد من الارتفاع خلال الفترة المقبلة، قائلا "الذهب لا يزال يُعد ملاذًا آمنًا، وكل المؤشرات تؤكد أنه قابل للزيادة في المرحلة القادمة".