لا سقف زمني لحرب غزة.. جيش الاحتلال يعترف بغياب خطة واضحة بعد تجدد القصف

أكد جيش الاحتلال الإسرائيلي، الأربعاء، أن العملية العسكرية ضد حركة "حماس" في قطاع غزة لا تزال مفتوحة دون سقف زمني لإنهائها.
وجاء هذا التصريح خلال إفادة عسكرية للصحفيين، حيث رفض المتحدثون باسم الجيش تحديد أي جدول زمني، أو حتى تقديم رؤية واضحة لماهية "الانتصار" العسكري المنشود بعد نحو 18 شهرًا من العمليات المستمرة.
أهداف مبهمة
وعلى الرغم من الضغوط المتكررة للحصول على إجابات حاسمة، اقتصرت تصريحات جيش الاحتلال على التأكيد بأن الهدف هو "الضغط على حماس لإبرام صفقة تبادل أسرى"، بالتوازي مع السعي لـ"تدمير التنظيم كليًا".
لكن اللافت أن هذه التصريحات لم تتضمن أي شرح لآلية تحقيق ذلك، أو كيف ستكون العملية الحالية أكثر فاعلية من الحملات السابقة.
فراغ سياسي واستراتيجي
في ظل تعثر المسارات العسكرية، تتزايد التساؤلات حول الخطط السياسية لما بعد الحرب. جميع الأسئلة المتعلقة بمن سيحكم غزة في غياب "حماس"، أو كيف ستُحافظ إسرائيل على مكاسبها العسكرية على الأرض، أُحيلت إلى "المستوى السياسي"، رغم أن الحكومة الإسرائيلية نفسها تفتقر إلى خطة تشغيلية واقعية.
ومن بين الطروحات المثيرة للجدل التي لا تزال تُتداول، الخطة الإسرائيلية المستندة إلى مشروع ترامب لترحيل سكان غزة إلى دول أخرى، وهي خطة لم تشهد أي تقدم يُذكر منذ أكثر من ثلاثة أشهر، في ظل رفض معظم الدول استقبال لاجئين فلسطينيين، وتشبث السكان بأرضهم.
انهيار هيبة حماس
يرى جيش الاحتلال أن أحد إنجازاته في الهجوم المتجدد على غزة يتمثل في الانهيار الملحوظ لهيبة شرطة حماس، التي لم تتمكن من التدخل لمنع نزوح مئات الآلاف من سكان شمال غزة إلى الجنوب. وبحسب الرواية الإسرائيلية، فإن فقدان "حماس" لشرعيتها أمام سكان القطاع ناجم عن فشلها في منع تدمير البنية التحتية لغزة أو التصدي للهجمات العسكرية المتكررة.
أرقام جديدة للخسائر
على الصعيد الميداني، أعلن الجيش الإسرائيلي أنه استهدف أكثر من 1200 موقع تابع لحركة "حماس" منذ تجدد المعارك في 18 و19 مارس الماضي، ما أسفر عن مقتل 350 عنصرًا من الحركة، من بينهم 40 قياديًا في مواقع قيادية متوسطة وعليا، وفي منطقة الشجاعية وحدها، تم تعيين قائد خامس للكتائب منذ اندلاع الحرب.
أزمة مستمرة بلا أفق
تعكس هذه التصريحات بوضوح أن إسرائيل تخوض حرب استنزاف طويلة الأمد في غزة، دون تصور نهائي لما يمكن أن يُنهي النزاع أو يضمن استقرار ما بعد القتال. وبينما تتكبد غزة المزيد من الضحايا والدمار، لا تزال الإجابات الغائبة عن "اليوم التالي" تمثل مأزقًا استراتيجيًا يعصف بالجيش والحكومة على حد سواء.