وزير الخارجية: مصر وهولندا في توافق حول الأوضاع في غزة | فيديو

في مشهد يعكس قوة الحضور الدبلوماسي المصري على الساحتين الإقليمية والدولية، أكد الدكتور بدر عبد العاطي، وزير الخارجية والهجرة، على عمق التفاهم بين القاهرة وعدد من العواصم الأوروبية، وفي مقدمتها أمستردام ووارسو، بشأن القضايا الحيوية في المنطقة العربية والإفريقية، وعلى رأسها الملف الفلسطيني.
توافق مصري-هولندي
صرّح الوزير عبد العاطي بأن هناك تطابقًا كبيرًا في وجهات النظر بين مصر وهولندا حيال دور القاهرة المحوري في دعم الاستقرار والتنمية بالمنطقة، خاصةً في ظل التحديات المتصاعدة التي تواجه العالم العربي وإفريقيا.
وأوضح أن هذا التوافق يعكس تقدير الجانب الأوروبي للدور المصري المتوازن والمسؤول، ورغبة الاتحاد الأوروبي في توسيع وتعميق التعاون المشترك مع مصر في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والأمنية
إعادة إعمار غزة
وخلال مؤتمر صحفي مشترك جمعه بنظيره البولندي، رادوسواف شيكورسكي، أوضح وزير الخارجية أنه استعرض خلال المباحثات الخطة التي أعدتها مصر لإعادة إعمار قطاع غزة، والتي تأتي في إطار الجهود المصرية المتواصلة لدعم الشعب الفلسطيني، واحتواء الكارثة الإنسانية المتفاقمة في القطاع نتيجة التصعيد العسكري الإسرائيلي المستمر.
وأشار إلى أن هذه الخطة ترتكز على أبعاد إنسانية وتنموية شاملة، تستهدف إعادة بناء البنية التحتية المدمرة، وتقديم الدعم الطبي والغذائي، وتهيئة المناخ لعودة الحياة الطبيعية إلى غزة، مع التأكيد على أهمية توافر الضمانات الدولية لعدم تكرار التصعيد.
القضية الفلسطينية
وفي إطار المباحثات مع الجانب البولندي، شدد الدكتور بدر عبد العاطي على أن القضية الفلسطينية كانت في صدارة الملفات التي تم تناولها، مشيرًا إلى أنها تُمثل "لب الصراع" في منطقة الشرق الأوسط، ولا يمكن تحقيق أي استقرار دون التوصل إلى حل عادل وشامل يضمن الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني.
وأكد وزير الخارجية على ضرورة وقف فوري لإطلاق النار في قطاع غزة، ووقف نزيف الدم المستمر، مشيرًا إلى الدور المصري الحاسم في الوساطة لوقف العدوان، وفتح قنوات للحوار بين الأطراف المعنية، في ظل تدهور الأوضاع الإنسانية وتصاعد أعداد الضحايا المدنيين.

التعاون المصري الأوروبي
لم تقتصر المباحثات على الملف الفلسطيني فحسب، بل تطرقت أيضًا إلى سبل تعزيز العلاقات الثنائية بين مصر وكل من بولندا وهولندا، ضمن إطار التعاون الأوسع مع الاتحاد الأوروبي. وأكد الجانبان على أهمية استمرار الحوار السياسي والتنسيق في القضايا ذات الاهتمام المشترك، خصوصًا ما يتعلق بالأمن الإقليمي، والهجرة، ومكافحة الإرهاب، والتنمية المستدامة.
في ختام المؤتمر الصحفي، عكس الحضور الأوروبي رفيع المستوى تأكيدًا واضحًا على مكانة مصر كلاعب أساسي في هندسة الاستقرار بالمنطقة، سواء من خلال جهودها في تسوية النزاعات، أو من خلال مبادراتها لإعادة الإعمار ودعم التنمية، وهو ما يضعها في مقدمة الشركاء الاستراتيجيين لأوروبا في منطقة الشرق الأوسط وإفريقيا.