عاجل

في ذكرى ميلاد عمار الشريعي.. كواليس ميلاد تتر "رأفت الهجان"

عمار الشريعي
عمار الشريعي

 

تحلّ ذكرى ميلاد الموسيقار عمار الشريعي اليوم أحد أعظم من أنجبتهم الساحة الموسيقية العربية، والذي لم يكن مجرد ملحن تقليدي، بل صانع هوية فنية كاملة لجيل من الأعمال الدرامية التي تركت أثرًا خالدًا في الذاكرة الجمعية للمصريين والعرب، ويُعد تتر مسلسل "رأفت الهجان" من أبرز أعماله، حيث أصبح رمزًا للموسيقى الوطنية التي تجسّد البطولة والانتماء.

عمار الشريعي سيرة ملهمة»... كتاب جديد يكشف أسراراً في حياة الموسيقار الراحل  - جريدة الجريدة الكويتية
عمار الشريعي 

كواليس ميلاد هذه التيمة الشهيرة تُروى بوصفها لحظة من لحظات العبقرية الفريدة التي تميّز بها الشريعي،  ففي عام 1988، كلّفه المخرج يحيى العلمي بتقديم التتر الموسيقي للمسلسل، وبينما كان يفكر لساعات طويلة دون أن يجد اللحن المناسب، استيقظ في الثالثة والنصف فجرًا من نومه، وقد واتته الفكرة أخيرًا، توجه مباشرة إلى الاستوديو الملحق بمنزله، وبدأ في عزف التيمة على العود، ثم على الأورج، فالبيانو، والكمان، والكونترباص، وطلب دمج هذه الطبقات المختلفة معًا وكانت تلك اللحظة هي ميلاد الموسيقى التصويرية لأحد أشهر المسلسلات المصرية “ رأفت الهجان” .

 

نبذة عن عمار الشريعي 

ولد عمار علي محمد إبراهيم علي الشريعي في 16 أبريل عام 1948 بمدينة سمالوط بمحافظة المنيا، وينتمي إلى عائلة الشريعي، وهي من أصول هوارية بالصعيد، ظهرت موهبته الموسيقية في سن مبكرة؛ إذ بدأ العزف على آلة البيانو وهو في الثالثة من عمره، وتعلم التدوين الموسيقي في سن السابعة رغم كونه كفيفًا، أتقن العزف على عدد من الآلات مثل العود، البيانو، الأورج، والأكورديون.

تلقى دراسته الأولى في مدرسة خاصة برعاية المكفوفين، ثم التحق بكلية الآداب قسم اللغة الإنجليزية بجامعة عين شمس، وتخرج فيها عام 1970. بدأ مسيرته الفنية كعازف أكورديون، قبل أن يتجه إلى التلحين والتأليف الموسيقي، وكان أول ألحانه أغنية "إمسكوا الخشب" للفنانة مها صبري عام 1975.

قدّم الشريعي أكثر من 150 عملًا موسيقيًا للتلفزيون، وأكثر من 50 فيلمًا سينمائيًا، من بينها "البريء"، و"حب في الزنزانة"، و"كتيبة الإعدام"، و"يوم الكرامة". أما في الدراما، فقد قدّم بصمات خالدة في مسلسلات مثل "الأيام"، "أرابيسك"، "زيزينيا"، "حديث الصباح والمساء"، و"أم كلثوم".

نال خلال مشواره الفني العديد من الجوائز، من أبرزها: جائزة مهرجان فالنسيا (1986)، جائزة مهرجان فيفييه (1989)، وسام التكريم من الطبقة الأولى من السلطان قابوس (1992)، جائزة الدولة للتفوق في الفنون من المجلس الأعلى للثقافة (2005)، إلى جانب حصوله على لقب "أحسن ملحن" في إذاعة الشرق الأوسط لسبعة عشر عامًا متتالية.

تزوّج من الإعلامية ميرفت القفاص بعد تعارف دام ثلاث سنوات، وأنجب منها ابنهما الوحيد "مراد". ورغم فقدانه البصر منذ ولادته، ظل عمار الشريعي رمزًا للإرادة والعطاء الفني، تاركًا تراثًا موسيقيًا يُعد من أعظم ما قُدِّم في تاريخ الموسيقى العربية.
 

 

تم نسخ الرابط