مرض الصلع الوراثي.. الأسباب والأعراض والعلاج
يُعد الصلع الوراثي من أكثر مشاكل الشعر شيوعًا التي تؤثر على العديد من الأشخاص حول العالم، يطلق على هذه الحالة أحيانًا “تساقط الشعر الوراثي” أو “الثعلبة الأندروجينية”، وهي تُعتبر من الأسباب الرئيسية لفقدان الشعر لدى الرجال والنساء.
يختلف الصلع الوراثي عن حالات تساقط الشعر الأخرى التي قد تحدث بسبب عوامل بيئية أو طبية، حيث إنه يعود بشكل أساسي إلى العامل الوراثي.
مرض الصلع الوراثي.. الأسباب والأعراض والعلاج
في هذا التقرير، سنتناول في “نيوز روم” أسباب الصلع الوراثي، أعراضه، طرق تشخيصه، وكيفية علاجه.
ما هو الصلع الوراثي؟
الصلع الوراثي هو حالة تؤدي إلى تساقط الشعر التدريجي أو تقصفه بشكل يمكن أن يسبب ترققًا ملحوظًا للشعر أو حتى فقدانه تمامًا في بعض الحالات. وهو نتيجة لعوامل وراثية تؤثر على بصيلات الشعر، مما يؤدي إلى ضعف نمو الشعر أو توقفه في بعض الأماكن.
أسباب الصلع الوراثي
تُعتبر الجينات من الأسباب الرئيسية وراء حدوث الصلع الوراثي. عادةً ما يكون هذا الصلع ناتجًا عن مجموعة من العوامل الجينية، مثل وجود جينات معينة في الأسرة التي تسبب ضعف الشعر في مناطق محددة. هناك عدة أسباب لحدوث الصلع الوراثي، ومنها:
الهرمونات: يُعتقد أن الهرمونات الذكرية (الأندروجينات) تلعب دورًا كبيرًا في تساقط الشعر الوراثي. هذه الهرمونات تؤثر على دورة نمو الشعر وتقلل من قدرة بصيلات الشعر على التجدد.
الجينات: ينتقل الصلع الوراثي عادة عن طريق أحد الوالدين أو كليهما. إذا كان أحد أفراد الأسرة يعاني من الصلع، فمن المحتمل أن يظهر نفس النموذج الوراثي في الأجيال التالية.
التقدم في السن: مع تقدم العمر، تصبح بصيلات الشعر أضعف وأصغر حجمًا، مما يؤدي إلى تقليل كثافة الشعر في بعض المناطق.
أنواع الصلع الوراثي
تختلف أنواع الصلع الوراثي حسب الجنس والعوامل الوراثية. هناك نوعان رئيسيان:
الصلع الوراثي عند الرجال (الثعلبة الأندروجينية):
- الأنماط الشائعة: يبدأ هذا النوع عادةً من الجبهة أو منطقة التاج أو أعلى الرأس. يبدأ الشعر بالتساقط بشكل تدريجي، ويصبح الشعر أقل كثافة مع مرور الوقت.
- التأثير على الرجال: يبدأ عادة في سن الشباب ويُعد من أكثر أنواع الصلع شيوعًا بين الرجال.
- الأنماط المتقدمة: في الحالات المتقدمة، قد يؤدي إلى فقدان كامل للشعر في بعض المناطق، مثل مقدمة الرأس أو التاج.
الصلع الوراثي عند النساء:
- الأنماط الشائعة: غالبًا ما يصيب النساء تساقط الشعر بشكل عام في جميع أنحاء فروة الرأس، مما يجعل الشعر يبدو أرق وأقل كثافة. في معظم الحالات، لا يحدث فقدان كامل للشعر مثلما يحدث عند الرجال.
- التأثير على النساء: قد يظهر تساقط الشعر الوراثي عند النساء في مراحل لاحقة من العمر، وغالبًا ما يرتبط بتغيرات هرمونية، مثل فترة انقطاع الطمث.
أعراض الصلع الوراثي
تتفاوت أعراض الصلع الوراثي من شخص لآخر، ولكنها غالبًا ما تبدأ بشكل تدريجي. إليك بعض الأعراض التي قد تظهر في حال حدوث الصلع الوراثي:
تساقط الشعر في مناطق معينة:
- عند الرجال، يبدأ الشعر في التساقط من مقدمة الرأس أو منطقة التاج، مما يؤدي إلى ظهور فراغات واضحة في الشعر.
- عند النساء، يظهر تساقط الشعر بشكل عام في جميع أنحاء فروة الرأس، مما يسبب ترقق الشعر.
تراجع خط الشعر: قد يبدأ خط الشعر في التراجع بشكل تدريجي، مما يعطي شكلًا غير طبيعي للجبهة.
ترقق الشعر بشكل تدريجي: قد تلاحظ أن شعرك أصبح أقل كثافة وأرق من ذي قبل، وذلك بسبب تأثير الصلع الوراثي على بصيلات الشعر.
التساقط المستمر: قد يؤدي الصلع الوراثي إلى تساقط الشعر بشكل مستمر دون أن يظهر نمو جديد للشعر في الأماكن المتأثرة.
تشخيص الصلع الوراثي
يتم تشخيص الصلع الوراثي عادة بناءً على التاريخ الطبي للشخص وفحص فروة الرأس. في بعض الحالات، قد يلجأ الطبيب إلى إجراء فحوصات إضافية للتأكد من سبب تساقط الشعر. تشمل هذه الفحوصات:
التاريخ العائلي: يعد معرفة وجود حالات صلع وراثي في العائلة مؤشرًا قويًا على احتمال إصابة الشخص بالصلع الوراثي.
الفحص البدني: قد يقوم الطبيب بفحص فروة الرأس لمعرفة الأماكن المتأثرة بتساقط الشعر.
اختبارات الدم: في بعض الحالات، قد يطلب الطبيب إجراء اختبارات دم للتأكد من عدم وجود اضطرابات طبية أخرى قد تؤدي إلى تساقط الشعر.
علاج الصلع الوراثي
على الرغم من أن الصلع الوراثي لا يمكن منعه تمامًا، إلا أنه توجد العديد من الطرق لعلاجه وتحسين مظهر الشعر. تشمل طرق العلاج ما يلي:
الأدوية:
- مينوكسيديل: هو دواء موضعي يُستخدم لتحفيز نمو الشعر في مناطق الصلع. يُعتبر المينوكسيديل من العلاجات الأكثر شيوعًا لعلاج الصلع الوراثي.
- فيناسترايد: هو دواء يُؤخذ عن طريق الفم ويعمل على تقليل تأثيرات الهرمونات الذكرية التي تؤدي إلى تساقط الشعر. يتم استخدامه بشكل رئيسي للرجال.
زراعة الشعر: يمكن أن يكون خيار زراعة الشعر خيارًا فعالًا للأشخاص الذين يعانون من تساقط الشعر الشديد. تتضمن هذه العملية نقل بصيلات شعر من منطقة كثيفة الشعر إلى المناطق التي تعاني من الصلع.
العلاجات الطبيعية: بعض الأشخاص يلجؤون إلى العلاجات الطبيعية مثل زيت الخروع أو زيت جوز الهند لتعزيز نمو الشعر. لكن يجب العلم أن فعاليتها قد تختلف من شخص لآخر.
الاستشارة النفسية: بما أن الصلع الوراثي قد يؤثر على الثقة بالنفس، قد يوصي الأطباء بالاستشارة النفسية أو العلاج النفسي لمساعدة الأفراد على التكيف مع تأثيرات التساقط.
نصائح للوقاية من الصلع الوراثي
على الرغم من أن الصلع الوراثي ليس مرضًا يمكن تجنبه تمامًا، إلا أن هناك بعض النصائح التي قد تساعد في الحد من تأثيراته أو تأخيره:
تجنب الإجهاد الزائد: الإجهاد قد يسهم في تساقط الشعر، لذا يُنصح باتباع أساليب الاسترخاء مثل التأمل واليوغا.
اتباع نظام غذائي متوازن: تناول غذاء غني بالفيتامينات والمعادن يساعد في تعزيز صحة الشعر.
العناية بالشعر: تجنب تسريح الشعر بشكل عنيف أو استخدام أدوات تصفيف الشعر الساخنة بشكل مفرط.
الصلع الوراثي هو حالة شائعة تؤثر على العديد من الأفراد حول العالم، وهي ناتجة عن مجموعة من العوامل الوراثية والهرمونية. على الرغم من أن الصلع الوراثي لا يمكن علاجه بشكل نهائي، إلا أن هناك العديد من الخيارات المتاحة لتحسين مظهر الشعر، سواء كان ذلك من خلال الأدوية أو زراعة الشعر أو العلاجات الطبيعية. من المهم أيضًا أن يتعامل الأفراد مع هذه المشكلة النفسية بتفهم ووعي، وأن يبحثوا عن الحلول التي تتناسب مع احتياجاتهم الشخصية.
