فى ذكرى ميلاده.. ناقد فني: عمار الشريعي حالة موسيقية متجددة وعبقرية متفردة

أشاد الناقد الفني أمجد مصباح بالموسيقار الراحل عمار الشريعي، مؤكدًا أنه يُعد أحد أبرز أعمدة الموسيقى الحديثة في مصر، ويمثل حالة متجددة ومطورة في عالم التلحين والموسيقى.
ذكرى ميلاد عمار الشريعي
وقال مصباح، خلال مداخلة هاتفية في برنامج "صباح الخير يا مصر"، المذاع عبر القناة الأولى والفضائية المصرية، إن الشريعي كان فنانًا شاملاً، جمع بين الدراسة والموهبة والابتكار، مضيفًا: "تاريخ الموسيقى في مصر يضم أسماء كثيرة، لكن يبقى عمار الشريعي من أبرز العناقيد الفنية التي أثرت في هذا المجال".
وأشار إلى أن بداياته كانت قوية، حيث لحن في عام 1977 للفنانة الكبيرة شادية أغنية "أقوى من الزمن"، والتي شكّلت حينها حالة فنية فريدة. وأضاف: "أول لحن له كان 'امسكوا الخشب'، ومن بعدها بدأ مشواره كأستاذ ومعلّم لأجيال كاملة".
وتابع مصباح أن الشريعي تأثر بالمدرسة التي أسسها الموسيقار محمد الموجي، لكنه استطاع أن يغوص في أعماق علم الموسيقى ليقدم أعمالًا ليست فقط زخرفًا للكلمات، بل كيانات فنية متكاملة.
واستشهد بعدد من مؤلفاته التي ما زالت خالدة في الذاكرة، مثل الموسيقى التصويرية لأعمال "أم كلثوم"، و"زيزينيا"، و"أرابيسك"، و"البرئ"، قائلاً: "هذه الأعمال تتحدث بالموسيقى وحدها، دون الحاجة إلى كلمات".
الموسيقار عمار الشريعي
واختتم: "عمار الشريعي خرج من عباءة الكبار ليؤسس لمدرسة خاصة به في التعبير الموسيقي، تجعله شخصية فريدة في تاريخ الموسيقى المصرية والعربية".
منذ بداية الثمانينيات وحتى أواخر التسعينيات، لم يكن يمر موسم رمضاني دون أن تزين تترات الشاشات توقيع "عمار الشريعي" موسيقاه لم تكن فقط مقدمة للأعمال، بل كانت جزءًا أصيلًا من بنائها الدرامي، تحكي الحكاية قبل أن يبدأ الممثلون أول مشاهدهم.
رائد التتر والموسيقى التصويرية
تميز الشريعي بأسلوب فني متفرد جعله رائدًا في فن التترات، حيث تعاون مع عمالقة الكلمة مثل عبد الرحمن الأبنودي، وأحمد فؤاد نجم، ورفيق دربه الشاعر سيد حجاب، ليقدّما معًا أعمالًا لا تزال محفورة في الذاكرة، مثل: "المال والبنون"، "حديث الصباح والمساء"، "أرابيسك"، "الراية البيضا"، و"دموع في عيون وقحة"، وغيرها من الأعمال التي باتت جزءًا من ذاكرة الدراما المصرية.