لماذا يتناول الأقباط الفول النابت والمحشي يوم الجمعة العظيمة بأسبوع الآلام؟

تحتفل الكنيسة القبطية الأرثوذكسية بـ أسبوع الآلام وسط أجواء تسودها الروحانيات بشكل كبير، حيث تشهد مشاركة واسعة من المصلين في كل كنائس الجمهورية.
الجمعة العظيمة
ويبدأ أسبوع الآلام بأحد الشعانين، يوم 13 أبريل الجاري، وهو الأحد السابع من الصوم الكبير والأخير قبل عيد الفصح أو القيامة، ويعتبر بداية الأسبوع حيث يرمز إلى دخول السيد المسيح إلى أورشليم، ويعتبر الصوم الكبير من أقدس الأصوام فى الكنيسة، حيث يأتى فى نهايتها.
ومن أبرز أيام أسبوع الآلام الجمعة العظيمة والتي تعرف بعدة أسماء منها جمعة الآلام أو جُمُعَةُ الصَّلَبُوتِ وهو يوم احتفال ديني بارز في المسيحية وعطلة رسمية في معظم دول العالم، ومن الأسماء الأخرى التي تعرف بها هذه المناسبة هي الجمعة السوداء والجمعة الجيدة والجمعة المقدسة والجمعة الحزينة وجمعة عيد الفصح.
واعتاد المسيحيون تناول الطعمية والفول النابت والمحشى يوم الجمعة العظيمة، وفي هذا اليوم يحرصون على الصوم انقطاعيا عن الأكل والشرب من الصباح حتى غروب الشمس، ولا يفطرون إلا على الأكل النباتي، وترتبط الجمعة العظيمة ببعض العادات مثل شرب الخل، ويتناولون الفول النابت إشارة لنبت جديد أي حياة جديدة بعد الفداء والصلب، وأيضا يتناول الأقباط محشى رمزا لدفن السيد المسيح بالكفن مثلما يحدث لتجهيز الورق العنب، ويتناولون الطعمية لأنها مثل الحجر الموضوع على القبر.
ويحتفل الأقباط اليوم بذكرى أربعاء أيوب وهو من أبرز أيام أسبوع الآلام فى الكنيسة، حيث يتزامن بظهور بشائر زراعات القمح فى شكل سنابل رقيقة خضراء، فيحتفلون بها أو يشركونها فى احتفالاتهم لتصنع منها "عروسة القمح" أو "مشط الفريك"، وتحتفل به الكنيسة يوم 16 أبريل الجارى.
وفى البداية ترجع تسميته بـ"أربعاء أيوب" إلى أنه كان يتم فى هذا اليوم قراءة سفر أيوب الصديق، وكذلك للرموز التى يرمز بها أيوب الصديق، فى آلامه للمسيح.
وقال السنكسار المارونى على تخصيص يوم الأربعاء من البَصخة لتذكار أيوب ما يلي : “جاء أصدقاء أيوب يعزونه في بلواه”
وكانوا يوبخونه على كلامه الذي كان يقوله، ولكن الله برَّره وأُوجب اللوم على أصدقائه ، ثم خلَّصه من بلواه، وأعاد إليه كل شىء خسره مضاعفاً، فعاش مائة وأربعون سنة، وهذا كان رسماً لآلام المسيح، حيث سمح الله بآلامه، ليُظهر بالمسيح خلاصنا، ثم أعاده بعد الآلام منتصراً بالخلاص".