عاجل

فى ذكري ميلاد «مهندس المشاعر».. عمار الشريعي بصمة لا تُنسى فى ذاكرة الموسيقى

عمار الشريعي
عمار الشريعي

 

تحل اليوم الأربعاء، ذكرى ميلاد أحد أعظم من أنجبتهم الساحة الموسيقية العربية، الموسيقار الراحل عمار الشريعي، الذي لم يكن مجرد ملحن تقليدي، بل صانع هوية فنية كاملة لجيل كامل من الأعمال الدرامية والتلفزيونية بعصاه التي قاد بها ألحانًا خالدة، وعينيه اللتين لم تبصرا النور، استطاع أن يرسم ملامح من نور على صفحات وجدان المصريين والعرب.

عمار الشريعي 
عمار الشريعي 

منذ بداية الثمانينيات وحتى أواخر التسعينيات، لم يكن يمر موسم رمضاني دون أن تزين تترات الشاشات توقيع "عمار الشريعي" موسيقاه لم تكن فقط مقدمة للأعمال، بل كانت جزءًا أصيلًا من بنائها الدرامي، تحكي الحكاية قبل أن يبدأ الممثلون أول مشاهدهم.

رائد التتر والموسيقى التصويرية


تميز الشريعي بأسلوب فني متفرد جعله رائدًا في فن التترات، حيث تعاون مع عمالقة الكلمة مثل عبد الرحمن الأبنودي، وأحمد فؤاد نجم، ورفيق دربه الشاعر سيد حجاب، ليقدّما معًا أعمالًا لا تزال محفورة في الذاكرة، مثل: "المال والبنون"، "حديث الصباح والمساء"، "أرابيسك"، "الراية البيضا"، و"دموع في عيون وقحة"، وغيرها من الأعمال التي باتت جزءًا من ذاكرة الدراما المصرية.

من فوازير الأطفال إلى المسرحيات الجماهيرية


لم تتوقف عبقريته عند حدود المسلسلات، بل امتدت لتشمل فوازير نيللي التي أبهرت الأطفال مثل "عجائب صندوق الدنيا" و"عالم ورق ورق"، وشارك كذلك في صياغة أغاني مسلسل "بوجي وطمطم" التي كتبها نادر أبو الفتوح، وكانت ولا تزال جزءًا لا يتجزأ من وجدان جيل كامل تربّى على هذه الألحان.

السينما والمسرح... حضور لا يُنسى


قدّم الشريعي موسيقى لعدد من أشهر الأفلام التي تُعد من علامات السينما المصرية، منها: "حب في الزنزانة"، "أرجوك أعطني هذا الدواء"، "أيام في الحلال"، و"البرئ". كما كانت له بصمات مسرحية لا تُنسى في أعمال مثل "الواد سيد الشغال"، "إنها حقًا عائلة محترمة"، و"رابعة العدوية".

رؤية فنية تتحدى البصر


رغم فقدانه للبصر، لم يفقد عمار الشريعي أبدًا رؤيته الفنية، بل ربما كانت بصيرته أوضح من غيره كان يحرص على أن يحيط نفسه بأصدقائه وعائلته أثناء العمل ليستمع لآرائهم ويقيس تفاعلهم مع ما يقدمه، وكان دائم الضحك والمزاح. ومن المواقف التي تروى عنه، ما حكاه الفنان سمير صبري عندما طلب منه الشريعي أن يغني في إحدى الحفلات أغنية "الغراب يا وقعة سودة جوزوه أحلى يمامة" وسط دهشة الحاضرين، فقط ليضفي جوًا من الدعابة وخفة الظل التي طالما عُرف بها.

 

تم نسخ الرابط