بكين تتجه نحو نهج أكثر تشددًا في مواجهة التصعيد الأمريكي
الصين تُعيّن مفاوضًا تجاريًا جديدًا في ظل تصاعد النزاع مع واشنطن

أعلنت السلطات الصينية، الأربعاء، تعيين مفاوض تجاري جديد في خطوة تحمل دلالات مهمة على توجه بكين للتعامل بصرامة أكبر مع التصعيد الأمريكي في النزاع التجاري المتجدد بين البلدين.
وبحسب بيان صادر عن وزارة الموارد البشرية والضمان الاجتماعي، فقد تم إعفاء وانج شووين، نائب وزير التجارة والمفاوض المخضرم، من مهامه، ليخلفه في المنصب لي تشنج قانج، المندوب الصيني الحالي لدى منظمة التجارة العالمية.
ويُعد لي تشنج قانج (58 عامًا) من الشخصيات البارزة في وزارة التجارة، ويتمتع بخبرة واسعة، إذ شغل في السابق منصب مساعد وزير التجارة خلال الولاية الأولى للرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، كما يتسم بسجل أكاديمي قوي، كونه خريج جامعة بكين، وسبق له الدراسة في جامعة هامبورج الألمانية.
توقيت حساس وتوترات متصاعدة
يأتي هذا التغيير المفاجئ في وقت حساس، تزامن مع جولة للرئيس الصيني شي جين بينج في جنوب شرق آسيا لتعزيز العلاقات الاقتصادية، وسط توتر متصاعد مع واشنطن، بعد إعلان إدارة ترامب فرض رسوم جمركية جديدة تصل إلى 145% على واردات من الصين، ورد بكين بإجراءات مماثلة شملت رفع الرسوم إلى 125%.
ويرى مراقبون أن القرار قد يعكس رغبة القيادة الصينية في الدفع بوجه جديد إلى طاولة المفاوضات، قادر على كسر الجمود القائم وإيجاد مخارج تفاوضية وسط تمسك الطرفين بمواقف متصلبة.
وقال ألفريدو مونتوفار-هيلو، مستشار مركز الصين التابع لمجلس المؤتمرات الأمريكي، إن "التغيير قد يكون مفاجئًا ومربكًا نظرًا لتصاعد وتيرة التصعيد منذ إعلان الرسوم الجديدة، كما أنه يأتي في وقت كانت فيه خبرة وانج شووين مطلوبة بشدة".
مواقف صينية صارمة
سبق للمفاوض الجديد لي تشنج قانج أن وجه انتقادات حادة للسياسات التجارية الأمريكية خلال اجتماع لمنظمة التجارة العالمية في فبراير الماضي، معتبرًا أن الإجراءات الأمريكية "أحادية الجانب وتخرق قواعد المنظمة وتزعزع استقرار النظام التجاري العالمي".
وشدد حينها على أن "الصين تعارض بشدة هذه السياسات، وتطالب واشنطن بالكف عن ممارساتها الخاطئة".
رسائل متبادلة
في المقابل، أكدت الولايات المتحدة، الثلاثاء، أن الرئيس ترامب لا يزال منفتحًا على إبرام اتفاق تجاري مع بكين، لكنها اشترطت أن "تتخذ الصين الخطوة الأولى"، معتبرة أن "بكين تحتاج إلى السوق الأمريكية أكثر مما تحتاج واشنطن إلى صادراتها".
ويضع هذا التغيير في القيادة التفاوضية الصينية، لي تشنج قانج أمام اختبار دقيق، في ظل حالة من الجمود والضبابية تكتنف مستقبل العلاقات التجارية بين أكبر اقتصادين في العالم.