أطباء بلا حدود: غزة تحولت إلى مقبرة جماعية للفلسطينيين وللعاملين في الإغاثة

حذّرت منظمة "أطباء بلا حدود" من تدهور الأوضاع الإنسانية في قطاع غزة إلى مستويات كارثية، مؤكدة على أن القطاع بات يشكل "مقبرة جماعية للفلسطينيين وللذين يهبّون لمساعدتهم"، في ظل استمرار العمليات العسكرية الإسرائيلية ومنع دخول المساعدات.

تهجير قسري

وقالت أماند بازيرول، منسقة الطوارئ في المنظمة لقطاع غزة، إن ما يحدث في القطاع يمثل "قضاءً على سكان غزة وتهجيرًا قسريًا لهم"، مشيرة إلى أن المنظمات الإنسانية تواجه صعوبات بالغة في العمل على الأرض بسبب انعدام الأمن وتقييد الوصول للمحتاجين.

وأضافت بازيرول أن الاستجابة الإنسانية "تعاني كثيرًا من انعدام الأمن"، وأن هناك نقصًا حادًا في الغذاء والمياه والوقود والرعاية الصحية، ما يفاقم معاناة أكثر من مليون ونصف نازح يعيشون في ظروف قاسية.

منع دخول المساعدات

تتهم المنظمات الدولية، وفي مقدمتها "أطباء بلا حدود"، إسرائيل بعرقلة دخول المساعدات الإنسانية إلى القطاع، في وقت يتزايد فيه الاعتماد على المعابر المحدودة والجهود الدولية لإيصال الإغاثة. وتقول المنظمة إن معظم المستشفيات باتت خارج الخدمة، وأن العاملين في القطاع الصحي يعملون تحت القصف، وسط نقص خطير في المعدات الطبية والأدوية.

كارثة إنسانية شاملة

تصريحات "أطباء بلا حدود" تأتي في وقت تتوالى فيه التحذيرات الدولية من حدوث مجاعة واسعة النطاق في القطاع، خاصة بعد تقارير أممية أشارت إلى ارتفاع معدلات سوء التغذية بين الأطفال، ووفاة العشرات بسبب الجوع والمرض.

تشهد غزة منذ السابع من أكتوبر 2023 تصعيدًا عسكريًا غير مسبوق، بعد اندلاع الحرب بين إسرائيل وحركة حماس، والتي أدت إلى دمار واسع في البنية التحتية وموجات نزوح جماعية للسكان. ووفق تقارير الأمم المتحدة، فإن أكثر من 85% من سكان القطاع باتوا نازحين داخليًا، وسط انهيار شبه كامل في النظام الصحي ونقص حاد في الغذاء والمياه والوقود.

ورغم الدعوات الدولية المتكررة لوقف إطلاق النار وتسهيل دخول المساعدات الإنسانية، تواصل إسرائيل فرض حصار خانق على القطاع، وتقييد وصول الإغاثة عبر المعابر. كما تعاني المنظمات الدولية، مثل "أطباء بلا حدود" و"الهلال الأحمر" و"الأونروا"، من صعوبات لوجستية وأمنية كبيرة، إلى جانب استهداف طواقم طبية وإغاثية، ما فاقم من تدهور الوضع الإنساني.