حميدتي يعلن تشكيل حكومة موازية في السودان.. ومعارك دامية في دارفور
في خطوة تصعيدية جديدة، أعلن محمد حمدان دقلو، قائد قوات الدعم السريع، تشكيل حكومة موازية في السودان، بالتزامن مع الذكرى الثانية لاندلاع الحرب في البلاد.
وأكد دقلو، المعروف بـ"حميدتي"، أن "حكومة السلام والوحدة" تمثل تحالفاً مدنياً واسعاً، وتسعى لتوفير الخدمات في جميع أنحاء السودان، وفق ما ورد في بيان نشره على "تليجرام".
وأشار البيان إلى أن هذه الحكومة ستُدار من خلال مجلس رئاسي يضم 15 عضواً يمثلون مختلف أقاليم البلاد، كما تحدث عن إصدار عملة وهوية جديدتين، نافياً نية قواته بناء "دولة موازية".
معارك دامية في دارفور
ميدانياً، أعلن الجيش السوداني شنّ غارات جوية على تجمعات لقوات الدعم السريع قرب مدينة الفاشر، أسفرت عن مقتل عدد من المقاتلين وتدمير آليات عسكرية. وكانت قوات الدعم السريع قد نفذت خلال الأيام الماضية هجوماً واسعاً على مخيمات النازحين بمحيط الفاشر، ما أسفر عن مقتل نحو 400 شخص ونزوح قرابة 400 ألف، بحسب تقديرات الأمم المتحدة.
وتتهم قوات حميدتي الجيش باستخدام المدنيين كـ"دروع بشرية"، فيما حذرت منظمات دولية من كارثة إنسانية تهدد حياة مئات الآلاف في مخيمات زمزم وأبو شوك.
مؤتمر دولي يطالب بوقف الحرب
في لندن، عقد مؤتمر دولي بشأن السودان، شاركت فيه 14 دولة بينها السعودية والولايات المتحدة، إلى جانب منظمات دولية كالأمم المتحدة وجامعة الدول العربية. وأصدر المشاركون بياناً ختامياً طالبوا فيه بوقف "فوري ودائم" لإطلاق النار، وشددوا على رفض تقسيم السودان.
أعلنت المملكة المتحدة تقديم 158 مليون دولار مساعدات، فيما خصصت ألمانيا 125 مليون يورو، وتعهدت فرنسا بـ50 مليوناً إضافية. وندد وزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي بـ"غياب الإرادة السياسية" لإنهاء النزاع، معتبراً أن تخلي العالم عن السودان "خطأ أخلاقي".
دعوات لوقف التدخل الخارجي
من جانبه، دعا الاتحاد الإفريقي لوقف التدخلات الخارجية ومنع تدفق السلاح والمقاتلين. وهو المطلب ذاته الذي كرره الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، في وقت تتهم فيه الحكومة السودانية الإمارات بدعم الدعم السريع، وهي اتهامات تنفيها أبوظبي.
أزمة إنسانية كارثية
تسببت الحرب، التي اندلعت في 15 أبريل 2023 بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان، والدعم السريع بقيادة حميدتي، في مقتل عشرات الآلاف وتشريد أكثر من 13 مليون شخص. وبحسب الأمم المتحدة، يعيش السودان واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم، مع تفاقم المجاعة وانهيار الخدمات الأساسية.
وفي ظل سيطرة الجيش على العاصمة الخرطوم ومناطق الشمال والشرق، وتمركز الدعم السريع في دارفور والجنوب، باتت البلاد فعلياً منقسمة بين طرفي النزاع، وسط تحذيرات متصاعدة من خطر تفكك الدولة.
