عاجل

..

"ساكس" يفجّرها: واشنطن وراء دمار سوريا بأمر مباشر من أوباما

المفكر الامريكى جيفرى
المفكر الامريكى جيفرى ساكس

 فجر الاقتصادي الأمريكي الشهير جيفري ساكس، في لحظة نادرة علت فيها صوت الحقيقة من قلب النخبة الدولية، مفاجأة من العيار الثقيل، كشفت الستار عن تفاصيل الصراع السوري الذى دام لمدة ١٤ عامًا.

كشف الاقتصادي العالمي جيفري ساكس، من خلال فيديو مصور له خلال إحدى لقاءاته بمنتدى انطاليا الدبلوماسي أن سياسة الرئيس الأمريكي الأسبق باراك أوباما، ساهمت باستمرار وتأجيج الحرب في سوريا، لافتا إلى أن واشنطن هي المحرك الرئيسي للحروب في الشرق الأوسط.

أمريكا خلف حرب سوريا

وقال ساكس مدير شبكة حلول التنمية المستدامة التابعة للأمم المتحدة وأستاذ الاقتصاد في جامعة كولومبيا، خلال مشاركته في المنتدى المنعقد منذ أيام بتركيا :
"إن الحرب في سوريا لم تبدأ بسبب قمع النظام، بل بأمر مباشر من الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما للإطاحة بالرئيس بشار الأسد في ربيع 2011. واعتبر أنه لا يمكن تفسير مقتل 600 ألف شخص فقط بالاحتجاجات وقمع النظام. كانت هذه حرباً بكل ما تعنيه الكلمة، تتطلب تمويلاً وتسليحاً بمليارات الدولارات".

وحث "ساكس" الحضور على البحث عن عملية "تيمبر سايكمور" التي نفذتها وكالة الاستخبارات الأمريكية، مؤكدا أن المنطقة تتعرض للتلاعب من قبل القوى الغربية قبل مئة عام" .

وأكد أنه لن يتحقق السلام في المنطقة، طالما استمرت أمريكا في التدخل وإشعال النزاعات.

أمريكا تفرق لتسيطر

وانتقد "ساكس" بشدة، فكرة الاعتماد على الولايات المتحدة لحل المشكلات الإقليمية، قائلا: "الإمبراطوريات لا تعمل لصالح الآخرين، بل تفرق لتسيطر. من يظن أن واشنطن ستحقق مصالح الدول العربية أو التركية أو الفارسية فهو واهم". وكشف ساكس عن تفاصيل مثيرة حول فشل اتفاق السلام الذي توسط فيه كوفي عنان عام 2012، حيث اتهم الولايات المتحدة بعرقلة الاتفاق بسبب إصرارها على رحيل الأسد فورا.

خلال المنتدى 
خلال المنتدى 

إصرار أمريكي على رحيل الأسد

وقال: "جميع الأطراف وافقت على السلام إلا الولايات المتحدة الأمريكية؛ قالت إنه لا يمكن أن يكون هناك سلام ما لم يرحل بشار الأسد في اليوم الأول. أما الأطراف الأخرى فقالت: لا، لا يمكنكم فرض ذلك بهذه الطريقة. ربما سيكون هناك مسار، ربما ستكون هناك انتخابات يتفق عليها، ربما تستغرق العملية سنتين أو ثلاث سنوات. لكن الولايات المتحدة قالت لا، يجب أن يرحل الأسد في اليوم الأول من أي اتفاق، وإلا سنقوم بعرقلته. مما أدى إلى استقالة عنان، واستمرار الحرب، ومقتل نصف مليون شخص إضافي".

"سياسة "فرق تسد"

واختتم كلمته بدعوة دول المنطقة إلى تحديد مصيرها بنفسها بعيدا عن التدخلات الخارجية، مؤكداً أن الحلول الحقيقية لن تأتي إلا بإنهاء سياسة "فرق تسد" التي تمارسها القوى الإمبريالية منذ قرن. 

وجاءت تصريحات ساكس التي شغل مناصب رفيعة في الأمم المتحدة على مدى 25 عاماً، في سياق تحليله للعلاقات الدولية والأزمات الإقليمية، معتبرا أن غياب المجتمع الدولي الحقيقي، هو أحد أسباب استمرار النزاعات في العالم. 

ويبدو أن الرسالة الأهم التي حملها ساكس إلى شعوب المنطقة، هي ألا أحد سيمنحهم السلام أو العدالة مجانًا، ولا يمكن لأمة أن تراهن على الغرب لتحقيق استقلالها، أو ضمان أمنها القومي. 

تم نسخ الرابط