التكنولوجيا الفضائية بين الصين وأمريكا.. أوروبا في مفترق طرق

دعا بريندان كار، رئيس لجنة الاتصالات الفيدرالية الأمريكية (FCC)، الدول الأوروبية إلى دعم شركة Starlink التابعة لإيلون ماسك، محذرًا من التحديات التكنولوجية التي تفرضها الصين . وأكد كار في تصريحاته لصحيفة Financial Times أن على "الديمقراطيات الغربية المتحالفة" التركيز على التهديد طويل الأمد المتمثل في صعود الحزب الشيوعي الصيني.

ستارلينك  بين الشكوك الأوروبية والدعم الأمريكي

تأتي تصريحات كار في وقت تدرس فيه الحكومات والشركات الأوروبية مدى موثوقية Starlink كشريك في تقديم خدمات الإنترنت عبر الأقمار الصناعية، خاصة بعد تهديد واشنطن بقطع خدماتها عن أوكرانيا. وأشار كار إلى أن المخاوف السياسية تؤثر على القرارات الاستراتيجية طويلة الأمد، معتبرًا أن "القلق من Starlink لا يقارن بما قد تسببه النسخة الصينية من هذه التقنية".

الشركات الأوروبية وتجارب Starlink

تجري شركات الاتصالات البريطانية مثل BT وVirgin Media O2 تجارب على تقنية Starlink، لكنها لم توقع بعد اتفاقيات شراكة كاملة. وفي الوقت نفسه، ارتفعت أسهم شركات الأقمار الصناعية الأوروبية مثل Eutelsat وSES، رغم ديونها الكبيرة، بعد دعوة المفوضية الأوروبية لتمويل خدمات الإنترنت الأوكرانية عبر مزودين أوروبيين.

التوترات بين واشنطن وبكين

حذر كار من "انقسام كبير" بين الدول المتحالفة مع الصين والدول الأخرى في مجالات الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا الفضائية. كما انتقد المفوضية الأوروبية لما وصفه بـ"الحماية الاقتصادية" و"المواقف المعادية لأمريكا"، مشيرًا إلى أن أوروبا بحاجة إلى اتخاذ قرار حاسم بين التعاون مع الولايات المتحدة أو الصين.

نقل التصنيع إلى الولايات المتحدة

دعا كار شركات الاتصالات الأوروبية مثل Nokia وEricsson إلى نقل المزيد من عمليات التصنيع إلى الولايات المتحدة، مشيرًا إلى أن السياسات الصناعية الأمريكية السابقة أخفقت في دعم شركات محلية تنافس في سوق معدات الشبكات. وأكد استعداده لتسريع الموافقات التنظيمية للشركات التي توسع عملياتها في الولايات المتحدة.

ردود الشركات الأوروبية

أكدت Nokia أن الولايات المتحدة تمثل "الوطن الثاني" للشركة، حيث تعتمد 90% من الاتصالات الأمريكية على معداتها. بينما أشار الرئيس التنفيذي لشركة Ericsson إلى إمكانية توسيع التصنيع في الولايات المتحدة بناءً على تأثير التعريفات الجمركية.

تأتي هذه التصريحات في ظل تصاعد التوترات التكنولوجية بين القوى العالمية، مما يضع أوروبا أمام خيارات استراتيجية حاسمة.