عاجل

تمرد.. سهيل دياب يكشف بوادر انقسام حاد في الجيش والأمن الإسرائيلي (فيديو)

جيش الاحتلال الإسرائيلي
جيش الاحتلال الإسرائيلي

كشف الدكتور سهيل دياب، أستاذ العلوم السياسية، عن وجود حالة من التمرد والتذمر المتصاعد داخل أوساط الجيش والأجهزة الأمنية في إسرائيل، في ظل الأزمة المتفاقمة التي تعيشها حكومة الاحتلال منذ بداية الحرب على قطاع غزة.

وخلال مداخلة هاتفية عبر قناة "القاهرة الإخبارية"، أشار دياب إلى أن ما يحدث اليوم في إسرائيل لم يعد مجرد خلاف سياسي أو اختلاف في الرؤى بين القيادات العسكرية والسياسية، بل تحول إلى ما وصفه بـ"تمرد فعلي" داخل الأجهزة الأمنية والعسكرية، مع تزايد حدة الانتقادات والاتهامات المتبادلة بين أركان الدولة العبرية.

تصدّع غير مسبوق

أكد أستاذ العلوم السياسية أن هناك معلومات موثوقة وتقارير متواترة تفيد بوجود تمرد داخل وحدات من الجيش الإسرائيلي، ورفض بعض الضباط تنفيذ الأوامر الصادرة من القيادة السياسية والعسكرية العليا، وهو ما يُعد سابقة خطيرة لم يشهدها الكيان الصهيوني منذ تأسيسه.

وأوضح أن الأزمة داخل الجيش تأتي على خلفية الضغوط الميدانية في غزة، والفشل في تحقيق أهداف واضحة للعدوان العسكري، وتزايد الخسائر البشرية والمادية، إلى جانب تصاعد الانتقادات الشعبية والسياسية للقيادة الحاكمة، بقيادة بنيامين نتنياهو.

تآكل الثقة بين القيادة والمؤسسة 

وفي هذا السياق، لفت دياب إلى أن هناك تآكلًا واضحًا في الثقة بين القيادة السياسية في إسرائيل، وعلى رأسها رئيس الوزراء، وبين الأجهزة الأمنية، مؤكدًا أن عدداً من المسؤولين العسكريين والأمنيين بدأوا بالتعبير عن مواقفهم علنًا، في محاولة للنأي بأنفسهم عن تبعات القرارات السياسية الفاشلة، لا سيما في ملف غزة.

وأشار إلى أن بعض قادة الجيش باتوا يشعرون بأنهم يُستخدمون كأدوات سياسية في معركة تخدم أجندات نتنياهو الشخصية للبقاء في السلطة، وليس حماية الأمن القومي الإسرائيلي، ما أدى إلى تفكك الانسجام بين مكونات الدولة.

إسرائيل تعيش أزمة 

تابع دياب: "الوضع داخل إسرائيل بالغ الحساسية، حيث تواجه الحكومة ضغوطًا شعبية واسعة تطالب بوقف الحرب وإعادة الجنود المحتجزين لدى حماس، كما تشهد الساحة الداخلية حراكًا جماهيريًا متصاعدًا ومظاهرات شبه يومية ضد استمرار العمليات العسكرية".

وأكد أن هذا الضغط الشعبي، إلى جانب التمرد داخل الجيش والأمن، يمثلان مؤشرًا واضحًا على هشاشة الوضع الداخلي في إسرائيل، وبداية مرحلة جديدة من الانقسامات العميقة التي قد تعصف بالمنظومة الحاكمة في حال استمر التصعيد دون حلول سياسية واضحة.

<strong>الدكتور سهيل دياب </strong>
الدكتور سهيل دياب 

مستقبل غامض في إسرائيل

في ختام مداخلته، حذّر الدكتور سهيل دياب من أن استمرار هذا التصدع داخل إسرائيل قد يفتح الباب أمام صراعات داخلية أوسع، وربما انهيارات مؤسسية إذا لم يتم احتواء الأزمة سريعًا، مؤكدًا أن المرحلة المقبلة ستشهد تحديات غير مسبوقة أمام جيش الاحتلال، سواء على مستوى الأداء الميداني أو الانضباط الداخلي.

وشدد على أن المجتمع الإسرائيلي فقد جزءًا كبيرًا من ثقته في القيادة السياسية والعسكرية، ما ينذر بإعادة تشكيل جذري لمراكز القوة والنفوذ داخل الكيان، في وقت تُواجه فيه إسرائيل واحدة من أصعب لحظاتها السياسية والأمنية في تاريخها الحديث.

تم نسخ الرابط