موسكو تطرح التعاون الاقتصادي مع واشنطن .. وتتمسك بمطالبها في أوكرانيا

في ظل التوترات المتصاعدة على الساحة الدولية، أعرب الكرملين عن تطلعه لتعزيز قنوات التواصل مع الإدارة الأمريكية، مشددًا على أهمية مواصلة الحوار السياسي والاقتصادي مع واشنطن.
وبينما لم يُحدد بعد موعد رسمي لمحادثة جديدة بين الرئيسين فلاديمير بوتين ودونالد ترمب، أكدت موسكو تمسكها بمسار التقارب، رغم تعثر التفاهمات بشأن الملف الأوكراني.
وبحسب وكالة "تاس" الروسية، قال المتحدث باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف إن الاتصالات بين موسكو وواشنطن تسير بشكل "بناء وإيجابي"، لافتًا إلى أن جزءًا كبيرًا من النقاشات يتمحور حول التعاون التجاري، واصفًا إياه بأنه "عامل استقرار محتمل في النظام الدولي".
وأشار بيسكوف إلى أن الطرفين لم يصلا بعد إلى رؤية واضحة حول ملامح اتفاق مستقبلي لإنهاء الصراع في أوكرانيا، رغم توفر الإرادة السياسية لذلك.
وأضاف أن تفاصيل النقاشات تبقى "ضمن قنوات مغلقة"، رافضًا الإفصاح عن مضمون المقترحات الروسية، التي تشمل تعاونًا مشتركًا في مجالات حساسة مثل المعادن النادرة، بما في ذلك استثمارات محتملة في أراضٍ أوكرانية ضمتها روسيا.
وكان المبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف قد صرّح عقب زيارته إلى موسكو بأن تعزيز التعاون الاقتصادي يمثل مدخلًا واقعيًا لتحسين العلاقات الثنائية، وهو ما لقي صدىً إيجابيًا لدى الكرملين.
وفيما يخص التسوية الأوكرانية، قال بيسكوف إن "المفاوضات لم تصل بعد إلى صيغة اتفاق واضحة، لكن الاتصالات تسير في اتجاه بنّاء"، إلا أنه لمّح إلى احتمال إعادة النظر في بعض التفاهمات المؤقتة، وعلى رأسها اتفاق وقف استهداف منشآت الطاقة، متهمًا أوكرانيا بانتهاك هذا الاتفاق بشكل يومي.
وأضاف أن أي قرار بهذا الشأن يبقى بيد الرئيس بوتين، بصفته القائد الأعلى للقوات المسلحة.
موسكو لن تتنازل عن مطالبها الأساسية
وفي السياق نفسه، أعلن وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف أن "الطريق نحو اتفاق سلام مع الولايات المتحدة ليس سهلًا"، مشددًا على رفض موسكو لأي صيغ قد تُعيدها إلى التبعية الاقتصادية أو العسكرية للغرب.
وأوضح أن بلاده لن تتنازل عن مطالبها الأساسية، وعلى رأسها انسحاب القوات الأوكرانية من المناطق الأربع التي ضمتها روسيا، وتخلي كييف رسميًا عن فكرة الانضمام لحلف شمال الأطلسي.
ورأى لافروف أن هذه الأراضي "ليست موضع مساومة"، مؤكدًا أن روسيا تعتبر سكان هذه المناطق "جزءًا من نسيجها الوطني"، ما يجعل من التراجع عنها خيارًا غير مطروح.
في المقابل، شنّ الكرملين هجومًا لاذعًا على الدول الأوروبية، متهمًا إياها بـ"إدامة الصراع عبر الدعم غير المحدود لأوكرانيا"، محذرًا من أن استمرار التصعيد قد يؤدي إلى تصعيد أمني واسع في القارة.
نوايا عدائية
بدوره، حذر رئيس جهاز الاستخبارات الخارجية الروسي، سيرجي ناريشكين، من "نوايا عدائية" لدى بعض الدول الأوروبية، مشيرًا إلى استعدادات عسكرية غير مسبوقة على الحدود مع بيلاروسيا وروسيا، منها إعلان بولندا عزمها زرع ملايين الألغام المضادة للدبابات.
وأكد ناريشكين أن أي هجوم من حلف الناتو على دولة الاتحاد (روسيا وبيلاروسيا) "سيُقابل برد قاسٍ"، محذرًا من أن بولندا ودول البلطيق ستكون أول من يدفع الثمن.
واختتم المسؤول الروسي تصريحاته بالتأكيد على الأهداف الاستراتيجية التي تسعى موسكو لتحقيقها في أوكرانيا، والتي تتضمن تحويل أوكرانيا إلى دولة محايدة، منزوعة السلاح والتوجهات القومية المتطرفة، إلى جانب الاعتراف بسيادة روسيا على المناطق التي ضمتها خلال الأعوام الأخيرة.