ممدوح سلامة: تقديرات الطاقة الدولية "غير دقيقة" و"أوبك بلس" الأقرب للواقع (فيد

شنّ الدكتور ممدوح سلامة، خبير الطاقة والنفط العالمي، هجومًا لاذعًا على توقعات وكالة الطاقة الدولية بشأن سوق النفط العالمي، مؤكدًا أنها لم تصب في توقع واحد خلال السنوات الماضية. وأضاف أن البيانات الأخيرة الصادرة عن منظمة "أوبك بلس" حول نمو الطلب العالمي على النفط هي الأقرب للواقع وتعكس حالة السوق الحقيقية، عكس ما تدّعيه الوكالة الدولية.
جاءت تصريحات الدكتور سلامة خلال مداخلة هاتفية مع قناة "القاهرة الإخبارية"، حيث قدم تحليلًا نقديًا للتقارير المتضاربة التي تصدرها المؤسسات العالمية، ومدى تأثيرها على استقرار الأسواق وأسعار النفط عالميًا.
وكالة الطاقة الدولية
أوضح خبير الطاقة العالمي أن وكالة الطاقة الدولية اعتادت على إصدار تقديرات غير دقيقة، مشيرًا إلى أن كل التوقعات السابقة التي طرحتها ثبت فشلها، إذ غالبًا ما تُفندها بيانات السوق الفعلية.
وقال: "لم تنجح الوكالة في التنبؤ بشكل صحيح ولو مرة واحدة، وهذا ما يجعلها محل تشكيك لدى العديد من المحللين في مجال الطاقة".
وأشار إلى أن الوكالة تتحدث في تقريرها الأخير عن حدوث فائض في سوق النفط العالمي بنحو مليون برميل يوميًا، بناءً على تقديرات متعلقة بنمو الاقتصاد الأمريكي وزيادة الصادرات من كل من البرازيل والنرويج، وهي افتراضات وصفها بأنها "غير واقعية".
"أوبك بلس" أكثر دقة
في المقابل، أكد الدكتور سلامة أن توقعات "أوبك بلس" بنمو الطلب العالمي على النفط بمعدل 1.3 مليون برميل يوميًا خلال عام 2024 هي الأقرب إلى الحقيقة، وتعكس قراءة دقيقة للسوق العالمي، مستندة إلى مؤشرات العرض والطلب الفعلية، وليست مجرد تقديرات نظرية.
وأضاف أن الأرقام الصادرة عن "أوبك بلس" تستند إلى تحليلات موضوعية لحركة الإنتاج والاستهلاك على مستوى العالم، مع مراعاة التغيرات الجيوسياسية والتطورات الاقتصادية التي تؤثر بشكل مباشر على السوق.
ذروة الإنتاج الأمريكي
تطرق خبير الطاقة إلى الحديث عن الإنتاج الأمريكي، مؤكدًا أن الولايات المتحدة وصلت إلى ذروة إنتاجها النفطي في عام 2023، وهو ما يتعارض مع توقعات وكالة الطاقة التي تشير إلى استمرار الزيادة في الإنتاج خلال العام الحالي.
وقال: "ما تدعيه الوكالة حول مساهمة النمو الأمريكي في إحداث تخمة بالسوق ليس منطقيًا"، موضحًا أن البنية التحتية والطاقة الإنتاجية الأمريكية لا تسمح بمزيد من التوسع على المدى القصير، كذلك شكك أيضًا في إمكانية تحقيق طفرة كبيرة في صادرات البرازيل والنرويج، موضحًا أن هذه الدول لا تملك القدرة الكافية لرفع الإنتاج بشكل يؤثر على توازن السوق العالمي.

تحذير من تأثير التقارير
وفي ختام مداخلته، حذّر الدكتور ممدوح سلامة من خطورة التقارير غير الدقيقة التي تصدرها بعض المؤسسات الدولية، والتي قد تُستخدم لأغراض سياسية أو اقتصادية تؤثر على استقرار الأسعار والتوجهات الاستثمارية في قطاع الطاقة. ودعا إلى ضرورة اعتماد التحليلات الصادرة عن جهات محايدة وواقعية، مثل "أوبك بلس"، باعتبارها أقرب إلى فهم ديناميكيات السوق وأوضاع الإنتاج الفعلية.