الفيلم الوثائقي فنان الشعب "سيد درويش" بالمركز القومي للمسرح والموسيقى اليوم

يبث المركز القومي للمسرح والموسيقى والفنون الشعبية في الخامسة مساء اليوم الثلاثاء الفيلم الوثائقي لفنان الشعب سيد درويش، وذلك ضمن برنامج احتفال وزارة الثقافة باليوم العالمي للفن.
ويستعرض الفيلم الوثائقي، حياة سيد درويش منذ طفولته حتى اتجاهه للتلحين، وأبرز الألحان والأغاني التي قدمها للشعب المصري، ورحلة صعود سيد درويش في الإسكندرية، كما يستعرض كيف احتفى الشعب المصرى بتلك الأغاني.

حياة سيد درويش
وُلد السيد درويش البحر في 17 مارس 1892 بحي كوم الدكة بمدينة الإسكندرية، في أسرة متوسطة الحال. التحق بكتاب الحي لحفظ القرآن، ثم درس في معهد ديني، لكنه كان مولعًا بالغناء منذ صغره، فغنّى في المناسبات والأفراح الشعبية، قبل أن يبدأ رحلته الحقيقية في عالم الفن.
في أواخر عام عام 1908، سافر إلى الشام ضمن فرقة فنية للعمل كمُنشد، وهناك تعرّف على أنماط موسيقية مختلفة أثرت في تجربته. وبعد عودته إلى مصر، بدأ يلفت الأنظار بموهبته الاستثنائية في التلحين والغناء، مما دفعه إلى العمل مع كبار الفرق المسرحية، مثل فرق نجيب الريحاني، جورج أبيض، وعلي الكسار.
سيد درويش لم يكن مجرد ملحن تقليدي، بل أحدث ثورة في الموسيقى العربية. اعتمد على المزج بين الطرب الأصيل والأنغام الغربية الحديثة، كما استخدم الهارموني والبوليفونية لأول مرة في الموسيقى العربية. وقدم أعمالًا تقترب من الناس وتتناول حياتهم اليومية، مثل الفقر، العمال، الحرفيين، النساء، التعليم، والاستعمار.
المسرح الغنائي
أبدع درويش في مجال المسرح الغنائي، وبلغ إنتاجه نحو 30 أوبريتًا، من أشهرها: "شهرزاد"، "الباروكة"، و"العشرة الطيبة". كما لحّن أغانٍ وطنية خالدة مثل "قوم يا مصري"، "أنا المصري"، و"بلادي بلادي" (التي أصبحت لاحقًا النشيد الوطني المصري)، وكان أحد رموز ثورة 1919 بصوته وألحانه.
بلغ عدد ألحانه، بحسب أكثر المصادر توثيقًا، حوالي 256 لحنًا، تنوعت بين الأناشيد، المواويل، الأدوار، الموشحات، وأغاني المناسبات. وقد أتقن التلحين لكل الألوان، وبلغت موسيقاه قلوب المصريين من كل الطبقات.
وفاة سيد درويش
رغم موهبته العظيمة، لم يعش سيد درويش طويلًا؛ فقد توفي في 15 سبتمبر 1923 عن عمر 31 عامًا فقط، في ظروف لا تزال غامضة حتى اليوم. لكن إرثه ظل خالدًا، وأثره امتد إلى أجيال تالية من الملحنين والمطربين، أبرزهم محمد عبد الوهاب، الذي تتلمذ على يده.
كان سيد درويش فنانًا صاحب رسالة، سعى من خلال فنه إلى الارتقاء بالذوق العام، وتأكيد الهوية المصرية، والدفاع عن حقوق البسطاء. وهو حتى اليوم يُحتفى به بوصفه "فنان الشعب" الذي غيّر وجه الموسيقى في مصر والعالم العربي.