الذكرى الأولى لعملية «الوعد الصادق 1».. الحرس الثوري الإيراني ينشر لقطات جديدة

تحلّ اليوم الذكرى السنوية الأولى لعملية "الوعد الصادق 1"، التي وصفت بأنها واحدة من أكثر العمليات العسكرية جرأة في تاريخ الجمهورية الإسلامية الإيرانية، بعدما أطلقت خلالها طهران وابلًا من الصواريخ الباليستية والمسيرات باتجاه مواقع تابعة للاحتلال الإسرائيلي، بحسب ما وصفه تقرير نشرته وكالة «مهر» الإيرانية.
وفي هذه الذكرى، نشر الحرس الثوري الإيراني لقطات لم يسبق نشرها من "الوعد الصادق 1"، بثتها وكالة «مهر» الإيرانية.
وفي مثل هذا اليوم من العام الماضي، أعلنت إيران عن تنفيذها للهجوم الواسع ردًا على "العدوان الصهيوني على مصالحها ومواطنيها"، في إشارة إلى الضربات الإسرائيلية التي طالت مواقع إيرانية في سوريا، ومقتل ضباط بالحرس الثوري الإيراني.
رسالة ردع قوية
وبحسب الحرس الثوري، قد شكّلت العملية نقطة تحوّل في قواعد الاشتباك بين الطرفين، إذ أنها المرة الأولى التي تتبنى فيها إيران رسميًا هجومًا مباشرًا ضد إسرائيل من داخل أراضيها.
ورأى مراقبون أن العملية مثّلت رسالة ردع مزدوجة، موجهة إلى تل أبيب من جهة، ولحلفاء واشنطن في المنطقة من جهة أخرى، مفادها أن طهران قادرة على نقل المواجهة إلى عمق إسرائيل إذا ما استمرت الاعتداءات.
توازنات جديدة في المنطقة
ومن الناحية العسكرية، أظهرت العملية تطور القدرات الصاروخية الإيرانية ودقة إصابة الأهداف، إضافة إلى التنسيق عالي المستوى بين وحدات الطائرات المسيّرة والقوة الصاروخية.
كما دفعت العملية إسرائيل إلى رفع حالة التأهب القصوى وتعزيز دفاعاتها الجوية، ما سلط الضوء على هشاشة الجبهة الداخلية رغم تفوقها العسكري التقليدي.

دلالات سياسية وعقائدية
لم تقتصر أصداء العملية على الجانب العسكري فحسب، بل حملت أبعادًا سياسية وأيديولوجية، حيث أعاد الإعلام الإيراني تسليط الضوء على ما أسماه "محور المقاومة"، مؤكداً أن "الوعد الصادق" لم يكن مجرد ردّ فعل، بل جزء من استراتيجية طويلة الأمد لتغيير معادلات القوة في المنطقة.
القدرة الهجومية ضد إسرائيل
ومن جانبه، أكد المتحدث باسم الحرس الثوري الإيراني، العميد رمضان شريف نائيني، أن عملية "الوعد الصادق 1" التي نُفذت العام الماضي تمثل نقطة تحول في المواجهة العسكرية المباشرة بين إيران وإسرائيل، مشيرًا إلى أنها أظهرت القدرات غير المتكافئة للجمهورية الإسلامية في الرد على ما وصفه بـ"التهديدات الصهيونية".
جاء ذلك خلال تصريحات أدلى بها نائيني لعدد من وسائل الإعلام الإيرانية، اليوم الثلاثاء، في الذكرى السنوية للعملية التي استُخدمت خلالها طائرات مسيرة وصواريخ طويلة المدى لضرب أهداف داخل إسرائيل.
مواجهة عسكرية "مشروعة"
وأوضح المتحدث أن العملية نُفذت بشكل "مشروع وقانوني"، مستندًا إلى المادة 51 من ميثاق الأمم المتحدة التي تتيح للدول الدفاع عن نفسها في حال تعرضها لاعتداء.
ثلاث رسائل استراتيجية
وبيّن نائيني أن العملية حملت ثلاث رسائل رئيسية: أولها تصميم طهران على الرد الحازم ضد أي تهديد لأمنها القومي، وثانيها التأكيد على ثقة القوات المسلحة الإيرانية بقدراتها، وثالثها الكشف عن تكتيكات عسكرية تعتمد على "مقاربة غير متكافئة" لمواجهة إسرائيل.
"أكبر هجوم بالطائرات المسيّرة في المنطقة"
وفي ختام تصريحاته، وصف العميد نائيني العملية بأنها "أكبر هجوم بالطائرات المسيّرة في المنطقة"، مشيرًا إلى أن المسيرات المستخدمة قطعت مسافة تزيد على ألف كيلومتر. كما شدد على أن القوات المسلحة الإيرانية لم تتأثر بأي ضغوط سياسية خارجية خلال تنفيذ العملية، ما يعكس – على حد تعبيره – "استقلالية القرار العسكري وكرامة الدولة الإيرانية".