"الأسبرين" و"أوزيمبيك".. أدوية شائعة تحميك من الخرف

في تطور لافت في مواجهة مرض الخرف، الذي يُعد من أكثر الأمراض فتكاً في المملكة المتحدة، كشفت تقارير علمية عن مؤشرات واعدة لاستخدام أدوية تقليدية وشائعة في تقليل مخاطر الإصابة بهذا المرض الذي لا يزال دون علاج حاسم رغم عقود من الأبحاث المكلفة.
مرض بلا علاج رغم عقود من البحث
ووفقاً لتقرير نشرته صحيفة "ديلي ميل" البريطانية، فإن الخرف بات يمثل تهديداً صحياً كبيراً يعادل في خطورته أمراض القلب والسكتات الدماغية مجتمعة، ورغم الاستثمارات الضخمة في البحث العلمي، لم ينجح العلماء حتى اليوم في التوصل إلى علاج فعّال أو وسيلة وقائية مؤكدة.
وقد أظهر دواء "دونانيماب" العام الماضي بعض الفعالية في تأخير تطور أعراض الزهايمر في مراحله المبكرة، إلى جانب دواء آخر يُعرف بـ"ليكانماب"، لكن كليهما لم يحظَ بموافقة الهيئة العامة للتأمين الصحي، بسبب كلفتهما المرتفعة التي تبلغ نحو 60 ألف جنيه إسترليني لمدة 18 شهراً، فضلاً عن آثارهما الجانبية الخطيرة مثل نزيف الدماغ الذي أصاب نحو ثلث الحالات التي خضعت للعلاج.
أمل جديد في أدوية متاحة ومنخفضة التكلفة
في المقابل، يسلط العلماء الضوء على مجموعة من الأدوية الشائعة مثل "الأسبرين"، و"الستاتينات"، وأدوية السكري وضغط الدم، وحتى "الفياجرا" ودواء إنقاص الوزن "أوزيمبيك"، التي أظهرت نتائج مشجعة في تقليل مخاطر الإصابة بالخرف.
وتعزز هذه النتائج ما توصل إليه باحثون في جامعة أكسفورد، الذين أعلنوا العام الماضي عن فعالية لقاح "شينغريكس" – المستخدم ضد فيروس جدري الماء – في الوقاية من الخرف، نظراً لدوره المحتمل في الحد من التهابات الجهاز العصبي المرتبطة بالمرض.
دراسات حديثة تدعم الفرضية
وفي أحدث دراسة نشرتها الجمعية الأمريكية لطب الشيخوخة، تبين أن استخدام هذه الأدوية ساهم في تقليل أعراض الخرف بنسبة تصل إلى 20%. كما أظهرت أبحاث أجرتها جامعة "هاليم" الكورية أن "الستاتينات" المستخدمة في أوروبا قللت من خطر الزهايمر بنسبة 28%.
تحذيرات بشأن الآثار الجانبية
ورغم هذه المؤشرات الإيجابية، حذر الأطباء من أن الاستخدام طويل الأمد لبعض هذه العقاقير، خصوصاً الأسبرين، قد يؤدي إلى مضاعفات صحية خطيرة، أبرزها قرحة المعدة والنزيف الداخلي.
ويُنظر إلى هذه الاكتشافات كخطوة محتملة نحو تطوير استراتيجيات وقائية فعّالة ضد الخرف، خاصة مع الاعتماد على أدوية متوافرة بالفعل ومنخفضة الكلفة مقارنة بالعلاجات الحديثة.