عاجل

بعد زيارة الرئيس | مصر والكويت وقطر شراكات جديدة ورفض قاطع للتهجير

الرئيس السيسي في
الرئيس السيسي في الكويت

أنهى الرئيس عبد الفتاح السيسي، جولته الخليجية، اليوم الثلاثاء، والتي تخللها اجتماعات مع أمير دولة قطر، الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، وأمير الكويت، الأمير مشعل الأحمد الجابر الصباح، وعدد من المسئولين، لبحث تعزيز العلاقات الثنائية، وآخر تطورات الأوضاع الإقليمية.

وفي مستهل جولته الخليجية، وصل الرئيس السيسي إلى الدوحة، وكان أمير قطر، الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، في مقدمة مستقبليه بمطار حمد الدولي، قبل أن يبدأ سلسلة لقاءات بعد ذلك، لمناقشة تعزيز العلاقات وزيادة الاستثمارات، بجانب تبادل الرؤى حول الأوضاع في قطاع غزة، في زيارة رسمية يومي 13 و14 أبريل، قبل أن يتوجه إلى الكويت.

السيسي وأمير قطر
السيسي وأمير قطر

زيادة الاستثمارات القطرية في مصر

والتقى السيسي، بممثلي مجتمع الأعمال القطري، بحضور العديد من المسئولين، ومنهم؛ رئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية، الشيخ محمد بن عبّد الرحمن آل ثاني، وزير المالية، علي بن أحمد الكواري، وزير البلدية، عبد الله بن حمد العطية، وزير الدولة لشؤون التجارة الخارجية بوزارة التجارة والصناعة، أحمد بن محمد السيد، ورئيس مجلس إدارة غرفة تجارة وصناعة قطر، الشيخ خليفة بن جاسم آل ثاني، بجانب العديد من ممثلي غرفة تجارة وصناعة قطر ورابطة رجال الأعمال القطريين، وبمشاركة واسعة من كبرى الشركات العاملة في السوق القطري.

ودعا الرئيس خلال اللقاء، الشركات القطرية ورجال الأعمال القطريين إلى توسيع حجم استثماراتهم في مصر، خاصة أنها تُعد فرصة واعدة للمستثمرين، نظرًا لما تمتلكه من موقع استراتيجي فريد، وقوى عاملة ماهرة بتكلفة تنافسية، وأسعار الطاقة الملائمة، واتفاقيات التجارة الحرة التي تربطها بالدول العربية والإفريقية، فضلًا عن البنية التشريعية المشجعة للاستثمار، كما استعرض الفرص الاستثمارية المتاحة في مصر، في قطاعات مختلفة مثل الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، الصناعات التحويلية، الطاقة الجديدة والمتجددة، والسياحة.

السيسي في قطر
السيسي في قطر

وأشار السيسي، إلى أن مصر تواصل تنفيذ مشروعات البنية التحتية الكبرى، وبناء المدن الجديدة والذكية، إلى جانب تطوير منظومة النقل والمواصلات والموانئ في مختلف أنحاء البلاد، وذلك بالإضافة إلى تدشين ممرات ومراكز لوجستية دولية متكاملة بالقرب من الموانئ البحرية.

وتطرق الرئيس إلى سبل تعزيز التعاون التجاري والاستثماري، حيث أكد أن الاقتصاد المصري مر خلال السنوات السابقة بفترات صعبة، إلا أن الدولة اتخذت الإجراءات الإصلاحية اللازمة، وأنه لم تعد هناك مشكلة في تحويل العوائد بالعملات الصعبة إلى خارج مصر بالنسبة لأي مستثمر، مشددًا على أن أجهزة الدولة المعنية تسعى للحد من الإجراءات ذات الصلة لاستصدار التراخيص للمستثمرين، وتعمل على تطبيق فكرة الشباك الواحد والرخصة الذهبية.

كما أوضح أن مصر تستهدف زيادة عدد السائحين الذين تستقبلهم سنويًا من 16 إلى 30 مليون سائح هو أمر يتعين تحقيقه في ظل المقومات الكبيرة التي تتمتع بها مصر في مجال السياحة، وأكد أن مصر أنشأت بالفعل 7 محطات لوجستية للربط بين البحرين الأحمر والمتوسط، بما في ذلك الموانئ ذات الصلة والتي تم ربطها بشبكة طرق قوية، داعيا المستثمرين القطريين لزيارة تلك المحطات، ومؤكدا على أنه توجد فرصة سانحة للمستثمرين القطريين للاستثمار فى مصر في مجال اللوجستيات.

السيسي في قطر 
السيسي في قطر 

وجهزت مصر حوالي من 2 إلى 3 مليون فدان للاستصلاح الزراعي، وأن الدولة منفتحة على الشراكة للعمل فيها مع مستثمرين، خاصة من قطر، مشيرًا إلى أن الدولة منفتحة كذلك على الدخول في شراكة مع مستثمرين قطريين في مجال صناعة السيارات، خاصة أن مصر لديها البنية الصناعية اللازمة والسوق الكبير الذي يسمح باستهلاك السيارات المنتجة، خاصة السيارات الكهربائية.

ولفت الرئيس السيسي، إلى أن مصر منفتحة أيضًا على استقبال استثمارات في مجالات التعليم خاصة بناء الجامعات، والصحة، بما في ذلك بناء مستشفيات عالمية، والسياحة لمضاعفة عدد الغرف السياحية في مصر وإنشاء منتجعات ومدن سياحية على السواحل المصرية، وفي مجال الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، بما في ذلك إمكانية النظر في إنتاج أجهزة التليفون المحمول في مصر، وكذا في مجال الطاقة، حيث تسعى مصر إلى تحقيق هدف الوصول إلى نسبة 42٪؜ من الطاقة المنتجة لتكون طاقة جديدة ومتجددة عام 2030.

السيسي في قطر 
السيسي في قطر 

مباحثات ثنائية بين السيسي وأمير قطر

وترأس السيسي وأمير قطر، اجتماعًا موسعًا ضم وفدي البلدين، أعقبه جلسة مباحثات ثنائية بين الزعيمين، حيث رحّب الأمير بزيارة الرئيس، مؤكدًا أنها تمثل تتويجًا للزخم المتنامي في العلاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين. ومن جانبه، أعرب السيد الرئيس عن تقديره لحفاوة الاستقبال وكرم الضيافة، وشدد على أهمية تعزيز أواصر التعاون بين البلدين في مختلف المجالات، لا سيما عبر زيادة حجم التبادل التجاري وتعزيز الاستثمارات القطرية في مصر، بما يلبي تطلعات الشعبين الشقيقين.

وأكد الجانبان التزامهما بدعم الشراكة الاقتصادية بين البلدين، حيث جرى التوافق على العمل نحو حزمة من الاستثمارات القطرية المباشرة بقيمة إجمالية تصل إلى 7.5 مليار دولار أمريكي، تُنفذ خلال المرحلة المقبلة، بما يعكس متانة العلاقة بين البلدين ويُسهم في تحقيق التنمية الاقتصادية المستدامة التي تخدم مصالح الشعبين.

السيسي وأمير قطر
السيسي وأمير قطر

مناقشة الوضع في المنطقة والعالم

وتبادل الرئيس السيسي وأمير قطر، الرؤى بينهما حول الجهود المبذولة لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، ومعالجة الوضع الإنساني المتدهور هناك، من خلال السعي لتوفير المساعدات الإنسانية بالكميات الكافية لتجنب الكارثة الإنسانية التي يواجهها القطاع، بالإضافة إلى تبادل الرهائن والمحتجزين. وأكد الزعيمان رفضهما القاطع لتهجير الفلسطينيين من أرضهم، وشددا على ضرورة دعم الخطة العربية لإعادة إعمار قطاع غزة دون تهجير الفلسطينيين، مع العمل على إيجاد أفق سياسي ينتهي بإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود الرابع من يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.

وأكّد الجانبان على أهمية تمكين الجهود الإقليمية والدولية الرامية إلى التهدئة والحلول السلمية وعلى رأسها جهود الوساطة التي يقودها البلدان بالشراكة مع الولايات المتحدة الأمريكية، للوصول لوقف إطلاق النار ونهاية للحرب في قطاع غزة، مستنكرين كل محاولات تقويض المسارات التفاوضية أو استهداف الوسطاء والتي لا تهدف إلا إلى تخريب جهود الوساطة.

السيسي في قطر
السيسي في قطر

كما ناقشا عددًا من القضايا والتطورات الإقليمية، وفي مقدمتها الأوضاع في سوريا ولبنان والسودان، حيث أكدا أهمية الحفاظ على وحدة تلك الدول وسلامة أراضيها، وحماية مقدرات شعوبها وإستقرارها.

وعبّرا عن بالغ القلق إزاء استمرار النزاع المسلح في السودان، وأكدا على أهمية الوقف الفوري للعمليات العسكرية، والعودة إلى مسار الحوار الوطني الشامل، بما يحفظ وحدة السودان وسيادته، ويضع حدًا لمعاناة شعبه، وأكدا دعمهما الكامل لكل المبادرات الإقليمية والدولية الهادفة إلى إنهاء النزاع.

ورحب الجانبان باستمرار المفاوضات غير المباشرة بين الولايات المتحدة الأمريكية والجمهورية الإسلامية الإيرانية، وأكدا دعمهما لأي مساعٍ سلمية تهدف إلى خفض التوتر في المنطقة، وتعزيز الأمن والاستقرار فيها، كما ثمّنا الجهود الدبلوماسية التي تبذلها سلطنة عُمان الشقيقة في هذا الإطار.


 


 

 

السيسي في الكويت 
السيسي في الكويت 

 

كما أعربت قطر عن دعمها لترشيح الدكتور خالد العناني، مرشح مصر، لمنصب المدير العام لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة "اليونسكو"، وذلك تقديرًا لمسيرته الأكاديمية والثقافية.

ثاني المحطات الخليجة بالكويت 

 وصل الرئيس السيسي إلى الكويت، وكان في استقباله بالمطار أمير دولة الكويت، الأمير مشعل الأحمد الجابر الصباح، وولي العهد، الشيخ صباح خالد الحمد المبارك الصباح، ورئيس مجلس الوزراء بالإنابة، الشيخ فهد يوسف الصباح، وترحيبًا بوصوله، رافق عدد من الطائرات الحربية الكويتية الطائرة المقلة للرئيس عند دخولها الأجواء الكويتية، كما اصطف أطفال الكشافة الكويتية عند خروجه من المطار الأميري حاملين أعلام الدولتين الشقيقتين.

سبل زيادة التعاون بين البلدين 

والتقى السيسي، في مقر إقامته الشيخ فهد يوسف سعود الصباح، النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء ووزير الداخلية رئيس مجلس الوزراء الكويتي بالإنابة، وأعرب الرئيس عن تقديره لحفاوة الاستقبال التي تعكس عمق العلاقات الراسخة بين مصر والكويت، وأكد حرصه المستمر على تعزيز التعاون مع الكويت في كافة المجالات، كما أشاد سيادته بالدور الفاعل الذي تضطلع به الجالية المصرية في دعم مسيرة التنمية بالكويت، كما تناولا سبل تعزيز العلاقات الثنائية، والاستفادة من الميزات النسبية للبلدين، بما يسهم في تعزيز الشراكة بينهما ويحقق تطلعات الشعبين.
 


 

السيسي في الكويت 
السيسي في الكويت 

 

واستقبل الرئيس في مقر إقامته، ولي العهد الكويتي، الذي حرص على الترحيب بالرئيس في بلده الثاني، وأشاد بالجهود المصرية الداعمة لتحقيق الأمن والاستقرار بالمنطقة، مشيرًا إلى تطلع الجانب الكويتي إلى أن تسهم هذه الزيارة في تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين في مختلف المجالات، بما يعكس الروابط الوثيقة التي تجمعهما، فيما أكد الرئيس تطلعه للتعاون في كافة المجالات خاصة الاقتصادية والاستثمارية، كما أشاد بالجهود الكويتية لتطوير الاقتصاد وفق رؤية 2035، معربًا عن أمله في زيادة حجم التبادل التجاري والاستثماري بين البلدين.

تطورات الأوضاع الإقليمية 

 وتناول الاجتماع تطورات الأوضاع الإقليمية، حيث إستعرض الرئيس الجهود المصرية المبذولة لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، والتي ثمنها ولي عهد الكويت، وأكدا على ضرورة الوقف الفوري لإطلاق النار وتبادل إطلاق سراح الرهائن والمحتجزين، والنفاذ الكامل للمساعدات الإنسانية، والبدء في إعادة إعمار قطاع غزة وفقاً للخطة العربية، مشددين على رفضهما لتهجير الفلسطينيين من أرضهم، ومؤكدين على أهمية إستمرار الجهود الدولية الرامية لإعادة إحياء عملية سياسية جادة تفضي إلى إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود الرابع من يونيو عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، وتطرقا إلى تطورات الأوضاع في سوريا، والجهود الإقليمية والدولية لحل الأزمة اليمنية، ودعم الاستقرار في السودان.

وفي ختام زيارته اليوم، التقى الرئيس السيسي، بأمير الكويت، الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح، بحضور الوفد المرافق بالبلدين، وأكد أمير الكويت أن الزيارة تعكس عمق العلاقات الثنائية المتميزة بين البلدين، وتعتبر فرصة لمواصلة تعزيز التعاون في مختلف المجالات، خاصة الاقتصادية والاستثمارية، كما أعرب عن تقديره لدور مصر التاريخي والمحوري في تطوير وتنمية دول الخليج، وفي تحقيق الاستقرار الإقليمي.

وأكد الرئيس السيسي اعتزاز مصر بعلاقاتها التاريخية الوثيقة مع الكويت، وشدد على حرص مصر على تعزيز التعاون في كافة المجالات، وبالأخص المجال الإقتصادي وزيادة حجم التبادل التجاري والاستثماري بين البلدين، بما يحقق المصالح المشتركة للشعبين.

وتبادل الجانبان الرؤى حول المستجدات الإقليمية، وعلى رأسها الوضع المتردي في قطاع غزة، حيث شدد الزعيمان على ضرورة وقف إطلاق النار بشكل فوري، ومواصلة تبادل الرهائن والمحتجزين، والسماح بإدخال المساعدات الإنسانية بكميات كافية بشكل عاجل، مؤكدين في هذا السياق على الدعم الكامل للخطة العربية للتعافي وإعادة إعمار قطاع غزة وضرورة تنفيذها فور وقف اطلاق النار، ومشددين على الرفض التام لتهجير الفلسطينيين من أرضهم، وعلى ضرورة إيجاد تسوية عادلة وشاملة للقضية الفلسطينية من خلال إقامة الدولة الفلسطينية على خطوط الرابع من يونيو 1967، وعاصمتها القدس الشرقية.

وتناول اللقاء التطورات في سوريا والسودان، حيث أكد الزعيمان دعمهما لوحدة وإستقرار البلدين، بالإضافة إلى دعم الحكومة اليمنية الشرعية، مشددين على أهمية أمن وإستقرار الملاحة في البحر الأحمر والممرات المائية بالمنطقة

تم نسخ الرابط