في ذكرى ميلاده الـ114.. أبرز المحطات فى حياة إمام الدعاة الشيخ الشعراوي

في ذكرى ميلاده الـ114، نستعرض مسيرة الشيخ محمد متولي الشعراوي، الذي وُلد في 15 أبريل 1911م في قرية دقادوس بمحافظة الدقهلية، وهو واحد من أبرز علماء الدين في العصر الحديث، ومن أكثر الدعاة الذين أثروا في المجتمع الإسلامي، مسيرته كانت حافلة بالتعليم، الدعوة، والوعظ، وما يزال صوته يتردد في قلوب المسلمين بفضل علمه الغزير وبرامجه التليفزيونية الشهيرة.
وفي السطور التالية، نستعرض أبرز محطات حياته، أشهر أقواله، ودعواته التي تلامس القلوب.
نشأة الشيخ الشعراوي وبداية المسيرة العلمية
وُلد الشيخ محمد متولي الشعراوي في أسرة متدينة في قرية دقادوس، حيث بدأ بتلقي تعليمه الديني في سن مبكرة، في سن 11 عامًا، أتم حفظ القرآن الكريم، وهو ما شكل بداية رحلته الطويلة في طلب العلم. ثم التحق بمعهد الزقازيق الأزهري، حيث أظهر تفوقًا ملحوظًا. في عام 1941م، حصل على شهادة الثانوية الأزهرية، ليواصل دراسته في كلية اللغة العربية بالأزهر الشريف، حيث حصل على شهادة التخصص في اللغة العربية.
الشيخ الشعراوي في الجزائر.. رسالة الدعوة
في عام 1966م، غادر الشيخ الشعراوي إلى الجزائر ليشغل منصب رئيس بعثة الأزهر هناك، في وقت كان فيه المجتمع الجزائري بحاجة إلى دعم علمي وديني بعد الاستقلال عن الاستعمار الفرنسي، وقد كان له دور بارز في نشر تعاليم الإسلام الوسطية. خلال هذه الفترة، قام بتأسيس عدد من المدارس الإسلامية، كما قام بدور كبير في إصلاح المؤسسات الدينية والتعليمية هناك.
عودة الشيخ الشعراوي إلى مصر: المناصب والإنجازات
بعد عودته إلى مصر، تولى الشيخ الشعراوي عدة مناصب مهمة في عام 1976م، تم تعيينه وزيرًا للأوقاف، حيث سعى لإصلاح وزارة الأوقاف وتطوير عملها الدعوي، كما كان عضوًا في العديد من المجامع الإسلامية واللجان الدينية في مصر. وفي هذه الفترة، ركز الشيخ الشعراوي على تعزيز العمل الدعوي وتعليم الشباب المسلم، كما عمل على نشر ثقافة الوسطية والاعتدال في الدين.
البرنامج التليفزيوني.."تفسير القرآن الكريم"
أصبح الشيخ الشعراوي من أشهر الدعاة في مصر بفضل برنامج "تفسير القرآن الكريم" الذي كان يُعرض على شاشات التلفزيون المصري، تمكن الشيخ الشعراوي من تفسير آيات القرآن الكريم بطريقة مبسطة، قريبة من فهم الناس العاديين، وهو ما جعله يحقق شعبية واسعة. وكان له دور كبير في جعل القرآن الكريم قريبًا إلى قلوب المسلمين في جميع أنحاء العالم العربي.
الجوائز والتكريمات
حصل الشيخ الشعراوي على العديد من الجوائز والتكريمات طوال مسيرته. فخلال حياته، حصل على وسام الجمهورية من الطبقة الأولى في عام 1983م، كما حصل على الدكتوراه الفخرية من عدد من الجامعات، مثل جامعة المنصورة وجامعة المنوفية، وقد تم تكريمه في العديد من المناسبات الإسلامية، وتوجت حياته المهنية بحصوله على لقب "إمام الدعاة".
أشهر عبارات الشيخ الشعراوي
على الرغم من التحديات التي واجهها خلال مسيرته، ترك الشيخ الشعراوي إرثًا من الأقوال التي تُعبِّر عن فهمه العميق للدين وحياة المسلم، ومن أشهر أقواله:
- "إن لم تستطع قول الحق، فلا تصفق للباطل."
- "إذا لم تجد لك حاقدًا، فاعلم أنك إنسان فاشل."
- "القرآن الكريم: نور الهداية الشامل والمهيمن."
- "من لا يملك ضميرًا لا يمكنه أن يكون داعية."
تلك الأقوال أصبحت مرجعية للكثير من الأجيال التي نشأت على فكر الشيخ الشعراوي، والذي كان يسعى دائمًا لتبسيط الدين وتوضيح مفاهيمه.
أشهر أدعية الشيخ الشعراوي
كان الشيخ الشعراوي معروفًا بتأثره العميق بالله تعالى، وكانت أدعيته تلامس القلوب وتنير الطريق. من أبرز أدعيته التي كان يرددها في صلواته ولقاءاته مع الناس:
- "اللهم إني أعلم أني عاصيك، ولكنني أحب من يطيعك، فاجعل حبي لمن أطاعك شفاعةً تُقبل لمن عصاك."
- "اللهم اجعل ما وهبتنا مما نحب معونةً لنا على ما تحب، وما زويت عنا مما نحب فاجعله فراغًا لنا فيما تحب."
- "اللهم اجعلنا من أهل القرآن الذين هم أهلك وخاصتك."
هذه الأدعية كانت جزءًا من حياته، حيث كان يدعو الله بصدق وإيمان عميق، ويحث المسلمين على التوبة والرجوع إلى الله.
الشيخ الشعراوي.. رمز للدعوة الإسلامية
يُعد الشيخ محمد متولي الشعراوي من أبرز الدعاة في تاريخ الأمة الإسلامية في العصر الحديث. بفضل علمه وتفسيره للقرآن الكريم، استطاع أن يُصبح من الشخصيات الأكثر تأثيرًا في العالم الإسلامي، كما كانت برامجه التليفزيونية محط أنظار ملايين المسلمين في مختلف أنحاء العالم، ويُعتبر عمله من أبرز الإنجازات في نشر الدعوة الإسلامية وتفسير القرآن الكريم.