الحرب التجارية تضغط على أسواق النفط وتوقعات بتراجع الطلب

في ظل التصعيد المتواصل في الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين، خفضت وكالة الطاقة الدولية، في تقرير شهري حديث، توقعاتها لنمو الطلب العالمي على النفط خلال العام الجاري والمقبل، محذرة من تباطؤ اقتصادي عالمي قد ينعكس بالسلب على استهلاك الطاقة.
وقال مصدر في قطاع الطاقة، في تصريح خاص لـ"نيوز روم"، إن التوترات التجارية والجمركية بين أكبر اقتصادين في العالم بدأت تلقي بظلالها على أسواق النفط، ما دفع الوكالة، ومقرها باريس، إلى تقليص تقديراتها لنمو الطلب في 2025 إلى 730 ألف برميل يومياً، بانخفاض قدره 300 ألف برميل عن توقعاتها السابقة، متأثرة بتراجع في الاستهلاك بالولايات المتحدة والصين.
وتوقعت الوكالة أن يستمر هذا الاتجاه في 2026، حيث سينخفض نمو الطلب إلى 690 ألف برميل يومياً، وسط بيئة اقتصادية عالمية هشة، وتوسع في استخدام السيارات الكهربائية.
فوائض في المعروض حتى 2026
في السياق نفسه، حذر "جولدمان ساكس" من أن سوق النفط ستواجه فوائض كبيرة في المعروض خلال العامين المقبلين، قد تصل إلى 800 ألف برميل يومياً في 2025، و1.4 مليون برميل يومياً في 2026، مدفوعة بتراجع نمو الطلب وتخفيف قيود الإمدادات من جانب تحالف أوبك+.
وكانت منظمة أوبك قد خفضت أيضاً توقعاتها لنمو الطلب العالمي إلى 1.3 مليون برميل يومياً، مقارنة بـ1.4 مليون برميل كانت قد ثبتتها خلال الأشهر الثلاثة الماضية، متأثرة بنفس العوامل المتعلقة بالحرب التجارية وركود سلاسل التوريد العالمية.
تراجع الأسعار وتقلبات الأسواق
وسجلت أسعار النفط الخام خسائر أسبوعية بنحو 1.2% لخام برنت و0.8% لخام غرب تكساس الأمريكي، وفقاً لتقرير أسبوعي صادر عن منظمة "أوابك"، التي أشارت إلى تقلبات حادة في الأسواق الآجلة نتيجة لتصاعد الحرب التجارية ودخول الرسوم الجمركية الأمريكية الإضافية حيز التنفيذ ضد واردات من 57 دولة.
وذكرت "أوابك" أن ارتفاع مخزونات النفط الخام الأمريكية إلى 442.3 مليون برميل، وهو أعلى مستوى منذ يوليو 2024، ساهم في الضغط على الأسعار، خاصة مع تراجع الصادرات الأمريكية إلى أدنى مستوى لها منذ يناير الماضي.
عوامل تخفيف الضغط
رغم هذه المؤشرات السلبية، شهدت الأسواق بعض الإشارات الإيجابية، أبرزها إعلان الرئيس الأمريكي تعليق الرسوم الجمركية الإضافية لمدة 90 يوماً على الدول المستعدة للتفاوض، إضافة إلى انخفاض مخزونات البنزين الأمريكية بنحو 1.6 مليون برميل، ما يعكس ارتفاعاً في الطلب المحلي.
كما أصدرت الشركة المشغلة لخط أنابيب Keystone، الرابط بين كندا والولايات المتحدة، إشعاراً بالقوة القاهرة عقب تسرب نفطي في ولاية داكوتا الشمالية، مما قد يؤثر مؤقتاً على الإمدادات في السوق.
و يتفق المحللون على أن أسواق النفط العالمية تدخل مرحلة حساسة من التوازن بين العوامل الجيوسياسية والاقتصادية والتقنية، ما يجعل من الصعب التنبؤ بدقة بمسار الأسعار والطلب خلال الأشهر المقبلة.