وساطة الإمارات مع إسرائيل ودعم قطر.. محلل يكشف سبب زيارات الشرع الخارجية|خاص

كشف المحلل السياسي، الدكتور محمد هويدي، عن الأسباب التي دفعت الرئيس السوري أحمد الشرع، لبدء جولاته الخارجية الرسمية بزيارة الإمارات وقطر، مؤكدًا أن خطوة نحو إعادة سوريا إلى الخارطة العربية مرة أخرى.
وتوجه الشرع في زيارة إلى أبو ظبي، وبحث مع رئيس الإمارات، الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، العلاقات بين البلدين، وسبل تعزيز التعاون المشترك، بجانب مناقشة تطورات الأوضاع في سوريا، قبل أن يعلن وزير الخارجية، أسعد حسن الشيباني، اليوم الثلاثاء، عن توجه الرئيس السوري إلى قطر.
الإمارات تمتلك علاقات كبيرة من الدول العربية
وقال محمد هويدي، خلال تصريحات خاصة لـ"نيوز رووم": "لا شك أن هذه الزيارة هي الأولى منذ إعلان تشكيل حكومة انتقالية في دمشق، واختيار رئيس المرحلة الانتقالية أحمد الشرع للإمارات حتى تكون الوجهة الأولى، هو اختيار في غاية الأهمية، وذلك نتيجة لأن الإمارات تمتلك قنوات سهلة مع واشنطن وبروكسل وموسكو ولديها علاقات جيدة من الدول الغربية".
وأكد المحلل السياسي، أن الإمارات تمتلك تأثيرًا على المسرح الدولي، لذلك يأتي هذا الاختيار الأول نحوها، من أجل الحصول على دعم فيما يتعلق بالملف السوري إن كان سياسيًا واقتصاديًا أو فيما يتعلق بالعقوبات، كما أن هذه الزيارة أيضًا تُبرز ملامح توجه سوريا نحو إعادة تموضع ضمن البيئة الإقليمية من خلال مسار تحولي يستهدف الانتقال من نموذج الحكم القائم على الفصائل العقائدية والميليشيات المرتبطة بمشاريع إقليمية إخوانية، إلى نموذج الدولة الوطنية ذات السيادة وذات المؤسسات، بمعنى أنه يريد أن يؤكد على أن سوريا تتجه نحو بناء الدولة، وهي مستقلة في قراراتها، لذلك كان التوجه نحو الإمارات.
وأوضح أن توجه الشرع يأتي منسجمًا على رؤية الدول التي تتبناها أو تحديدًا دول المحور، وهو الاعتدال العربي مصر والإمارات والسعودية والأردن، حيث تعمل هذه الدول على ترسيخ منطقة دولة ومؤسسة السلطة في مواجهة تصاعد القوى الغير رسمية لميليشيات عابرة بالحدود، وبالتالي يمكن النظر إلى الزيارة بوصفها خطوة أولى وإن كانت رمزية في طبيعتها، ولكن تأتي نحو الخيار في مسار التحول الإقليمي الذي يسعى من خلاله إلى إعادة تموضع سوريا ضمن الخارطة العربية وضمن المشهد الإقليمي بشكل عام، لذلك اختار الإمارات كمحطة أولى للتأكيد على نهج الإدارة السورية أنها تسير في اتجاه الدولة، ويحاول في تلك المرحلة أيضًا إرسال رسائل إلى الدول الحذرة في التعامل والتعاطي مع الملف السوري.
ولفت "هويدي"، إلى أن من التسريبات الأخرى التي تم نشرها، وهي غير مؤكدة حتى الآن، بأنه طُلب من الإمارات الوساطة مع إسرائيل لإيجاد مقاربة جديدة تُعالج مخاوف إسرائيل، وتحديدًا نحن نتحدث عن صراع تركي إسرائيلي، وعن مفاوضات تركية إسرائيلية في أذربيجان لم تكن سوريا حاضرة، بمعنى أن اليوم هناك أيضًا إشكالية في الملف الإسرائيلي التركي في سوريا، وعلى ما يبدو أن ما يسعى إليه أحمد الشرع لإحداث توازن وإيجاد قنوات تواصل لملف التخوف الإسرائيلي من النفوذ في سوريا.
قطر داعمة لسوريا منذ اليوم الأول
وفيما يتعلق بزيارة الشرع إلى قطر اليوم، قال المحلل السياسي: "قطر هي من الدول التي دعمت الثورة السورية منذ اليوم الأول، وهي كانت داعمة بشكل كبيرة لهذه التنظيمات، وكان على رأسها سابقًا هيئة تحرير الشام في الشراكة مع التركية، وهذه الزيارة أيضًا تأتي بعد تلقيه دعوة من قبل أمير قطر، وربما تكون هناك ملفات كبرى يتم التباحث عنها".
ويؤكد "هويدي"، أن أهم ملف يواجه الشرع، هو الملف الاقتصادي، حيث إنه ملف معقد وشائك، ويخضع لتجانبات وعقوبات دولية، ولا تستطيع أي دولة إن كانت قطر أو أي دولة عربية بأن تُقدم مساعدات مالية أو دعم للاقتصاد السوري دون أن تحصل على ضوء أخضر من الولايات المتحدة الأمريكية، فبالتالي تأتي هذه الزيارة أولًا كزيارة أولى بعنوانها "العريض رئيس المرحلة الانتقالية بعد تشكيل الحكومة في قطر"، وأيضًا تأتي في إطار كيفية تعزيز العلاقات وكيفية معالجة الكثير من الأزمات في الملف السوري إن كانت اقتصادية أو سياسية كذلك تتعلق بالعقوبات الأمريكية".
واختتم المحلل السياسي تصريحاته الخاصة قائلًا: "يحاول رئيس المرحلة الانتقالية أن يحصل على دعم من العواصم العربية في هذه الزيارات بشكل رسمي، والأمر متروك بطبيعة الحال إلى سلوك الإدارة في الداخل، فالزيارة تأتي إلى الإمارات وقطر في إطار تعزيز الحضور العربي والمشهد السوري بشكل عام".