مصرع طفلين شقيقين في حريق ورشة بالمنطقة الصناعية بالمحلة الكبرى

شهدت المنطقة الصناعية بالمحلة الكبرى بمحافظة الغربية، مساء أمس، واقعة مأساوية راح ضحيتها طفلان شقيقان بعد نشوب حريق هائل داخل ورشة كانا يعملان بها.
الطفلان، أحدهما يبلغ من العمر 10 سنوات والثاني 8 سنوات، ولقيا مصرعهما أثناء محاولتهما الهروب من ألسنة النيران، حيث تم العثور على جثمانيهما متعانقين داخل دورة المياه، في مشهد مؤلم هز قلوب الأهالي ورواد مواقع التواصل الاجتماعي.
كان من المفترض أن يكون الطفلان في فراشهما يستعدان ليوم دراسي جديد، لكن ظروف الحياة دفعت بهما إلى العمل لساعات طويلة داخل الورشة، التي كانت مصدر رزق لهما ولأسرتهما.
الحريق اندلع في وقت متأخر من الليل، وهرعت قوات الحماية المدنية إلى مكان الحادث فور تلقي البلاغ، وتمكنت من السيطرة على النيران قبل امتدادها إلى المباني المجاورة، إلا أن الوقت لم يسعف الطفلين.
التحقيقات الأولية تشير إلى أن الحريق ناتج عن ماس كهربائي داخل الورشة، وجارٍ حالياً استكمال الفحص الفني للوقوف على الأسباب الدقيقة للواقعة. كما قامت الجهات الأمنية بالتحفظ على مالك الورشة، وبدأت النيابة العامة التحقيقات لمحاسبة المتسببين في الحادث.
الحادث أعاد إلى الواجهة من جديد قضية عمالة الأطفال، خصوصاً في الورش والمصانع غير المرخصة، حيث يعمل عدد كبير من الأطفال في بيئات غير آمنة، محرومين من حقوقهم الأساسية في التعليم والحياة الكريمة. وطالب عدد من الأهالي والمنظمات المجتمعية بفتح تحقيق شامل حول ظروف تشغيل الطفلين، والوقوف على أسباب وجودهما في مكان غير مناسب لأعمارهم.
وقد تم تشييع جثماني الطفلين عقب صلاة الظهر من مسجد الششتاوي بمدينة المحلة الكبرى، وسط جنازة مهيبة شارك فيها العشرات من الأهالي، الذين خيم عليهم الحزن والأسى. وناشد الأهالي الجهات المختصة بضرورة اتخاذ إجراءات أكثر صرامة لحماية الأطفال من الاستغلال، وتوفير بدائل إنسانية تحافظ على طفولتهم وحقوقهم.
رحل الطفلان في صمت، لكن قصتهما ستظل شاهدة على وجع لقمة العيش، وتقصير طال أضعف فئة في المجتمع، فئة كان من حقها أن تنام بأمان وتصحو على حلم لا على مأساة.