أول مايسترو عربية .. وفاة الفنانة السورية إلهام أبو السعود والنقابة تنعيها
أعلنت نقابة الفنانين – فرع دمشق، ببالغ الحزن والأسى، نبأ وفاة المايسترو والملحنة السورية الرائدة إلهام أبو السعود، التي رحلت عن عالمنا بعد مسيرة فنية وإنسانية حافلة بالعطاء والتميز، وقد نعت النقابة الفقيدة بكلمات مؤثرة، معبرةً عن بالغ تعازيها ومواساتها لأسرة الراحلة ومحبيها، وداعيةً الله عز وجل أن يتغمدها برحمته الواسعة، وأن يسكنها فسيح جناته،
المايسترو إلهام أبو السعود تُعد من أبرز الشخصيات النسائية في تاريخ الموسيقى السورية والعربية، إذ كانت أول امرأة تتولى قيادة أوركسترا في العالم العربي، وواحدة من القلائل اللواتي اقتحمن عالم التلحين الذي طالما كان محصورًا بالرجال لكنها، بإصرارها وموهبتها، استطاعت أن تحجز لنفسها مكانًا فنيًا مميزًا، وخاصة في مجال الأغنية الموجهة للطفل، الذي كرّست له جزءًا كبيرًا من مسيرتها.
وعُرفت الراحلة بتفرّدها في تلحين الأغاني والأناشيد المخصصة للأطفال، حيث ألّفت ولحّنت العشرات من الأعمال التي حفرت مكانها في ذاكرة أجيال كاملة، وكانت مصدر إلهام للعديد من المواهب الصغيرة التي انطلقت من تحت إشرافها. كما ساهمت بشكل فعّال في بناء المشهد الموسيقي التعليمي في سوريا، وكانت من المؤسسين البارزين لمعهد صلحي الوادي للموسيقى، حيث أدّت دورًا كبيرًا في تأهيل وتدريب أجيال من الموسيقيين الشباب.
وقد تركت إلهام أبو السعود إرثًا فنيًا وإنسانيًا غنيًا، سيظل حيًا في ذاكرة السوريين وكل من عرفها أو تتلمذ على يديها أو استمع إلى موسيقاها. لم تكن مجرد ملحنة أو مايسترو، بل كانت رمزًا للريادة النسوية في الفن، وشاهدةً على قدرة المرأة العربية على الإبداع في أصعب الميادين.
من المقرر أن يتم الإعلان لاحقًا عن تفاصيل مراسم العزاء، حيث سيتسنى لأصدقائها وتلاميذها ومحبيها تأدية واجب العزاء على الراحلة.
