عاجل

الأمم المتحدة: غزة تمر بأسوأ أزمة إنسانية والضغط الدولي يتصاعد

مأساة إنسانية غير
مأساة إنسانية غير مسبوقة

في ظل تصاعد التدهور الإنساني في قطاع غزة، وصفت الأمم المتحدة الوضع القائم بأنه "الأسوأ على الأرجح" منذ اندلاع الحرب. في حين سارعت أوروبا إلى تقديم حزمة دعم مالي كبرى للفلسطينيين، بينما دعا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى "استبعاد حماس" من القطاع كشرط لأي تسوية سياسية مقبلة.

مأساة إنسانية

وبحسب "دوتشيه فيليه"، دق مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية "أوتشا" ناقوس الخطر، مشيراً إلى أن غزة تمر بأشد مراحل الأزمة سوءًا خلال الـ18 شهرًا الماضية. 

وقال المكتب إن الإمدادات الإنسانية لم تدخل إلى القطاع منذ أكثر من 45 يومًا، في أطول فترة من الانقطاع منذ بداية الحرب.

هذا التوقف الكارثي بدأ بعد أن أغلقت إسرائيل المعابر المؤدية إلى غزة، في مارس الماضي، لتُستأنف العمليات العسكرية في 18 من الشهر نفسه، معلنة عن انتهاء مؤقتة استمرت شهرين.

 وبررت تل أبيب هذا الحصار باتهام وزير خارجيتها جدعون ساعر، لحركة حماس بأنها "تجني أرباحاً من المساعدات"، متهماً إياها بتحويلها إلى "مصدر رئيسي لإيراداتها".

سقوط عدد كبير من المدنيين بضربات جوية نفذت في إطار عمليات استعادة الموصل من  قبل تنظيم "الدولة الإسلامية"

دعم أوروبي لغزة

ورداً على تدهور الأوضاع، أعلنت المفوضية الأوروبية إطلاق برنامج دعم مالي بقيمة 1.6 مليار يورو (نحو 1.8 مليار دولار)، يمتد على ثلاث سنوات (2025–2027)، في إطار ما وصفته بـ"التزام راسخ تجاه الشعب الفلسطيني".

ويتضمن البرنامج، تقديم 620 مليون يورو دعماً مباشراً لميزانية السلطة الفلسطينية، بهدف تعزيز قدرتها على توفير الخدمات الأساسية، بينما تُخصص 576 مليون يورو لتمويل مشاريع تنموية في الضفة الغربية والقدس الشرقية وغزة "حينما تسمح الظروف".

 كما سيتم توجيه ما يصل إلى 400 مليون يورو، لدعم القطاع الخاص الفلسطيني من خلال قروض من بنك الاستثمار الأوروبي، مع تركيز خاص على مشروعات المياه والطاقة والبنية التحتية.

ماكرون: لا مكان لحماس في غزة بعد الحرب
وفي تطور لافت، دعا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، خلال اتصال هاتفي مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس، إلى "استبعاد حماس من أي إطار سياسي مستقبلي في غزة"، مطالبًا بإصلاح شامل للسلطة الفلسطينية.

وفي منشور له على منصة "إكس"، قال ماكرون: "لابد من بناء نظام حوكمة جديد بعد الحرب، يشمل نزع سلاح حماس، وتأسيس سلطة ذات مصداقية تمثل الفلسطينيين وتتمتع بقدرة على تقديم الخدمات".

 تأتي هذه التصريحات بعد يوم واحد من انتقاد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، لماكرون، على خلفية تصريحات ألمح فيها الأخير إلى احتمال اعتراف باريس بالدولة الفلسطينية في مؤتمر دولي مزمع عقده في يونيو في نيويورك برعاية فرنسية سعودية مشتركة.

غارات جوية على القطاع 

وتتواصل الغارات الجوية الإسرائيلية على قطاع غزة، حيث أفادت مصادر طبية في مستشفى الشفاء بمقتل ستة رجال من عائلة واحدة، جراء غارة استهدفت منزلهم في حي التفاح شرقي غزة. 

وقالت المصادر، إن جثث الضحايا انتشلت من تحت الأنقاض، فيما وعد الجيش الإسرائيلي بـ"النظر في تقارير الغارة".

مظاهرات فرنسا: إصابة أكثر من 100 شرطي في اشتباكات مع متظاهرين بيوم العمال  في فرنسا - BBC News عربي

مظاهرات في فرنسا

وفي سياق موازٍ، عبّرت نحو 40 جهة إعلامية ومنظمة صحفية دولية، عن غضبها من ما وصفته بـ"المجزرة غير المسبوقة" بحق الصحفيين في غزة، حيث قُتل نحو 200 صحفي خلال 18 شهرًا من النزاع. 

ونددت المنظمات، من بينها "مراسلون بلا حدود" و"الاتحاد الدولي للصحفيين"، بمحاولات "فرض تعتيم إعلامي على القطاع"، متهمة الجيش الإسرائيلي بمنع تغطية جرائم الحرب.

ودعت هذه الجهات إلى مظاهرات حاشدة في باريس ومرسيليا مساء الأربعاء القادم 16 من أبريل، للمطالبة بحماية الصحفيين، والسماح للإعلام الأجنبي بدخول غزة. 

وأكدت المنظمات كذلك على إدانتها لمقتل صحفيين في إسرائيل ولبنان وسوريا خلال النزاع، مشددة على أن حماية الإعلاميين يجب أن تكون أولوية لا تقبل التأجيل.

إلى أين يتجه المشهد؟
وسط مشهد متشابك ومعقد، يبدو أن غزة أمام مفترق طرق حاسم، أزمة إنسانية خانقة، وتحركات دولية مكثفة، ودعوات لإعادة الهيكلة السياسية، واستمرار للعنف.

 ومع تصاعد الضغوط على الأطراف كافة، يبقى مصير سكان القطاع مرهونًا بقدرة المجتمع الدولي على تجاوز الشعارات، والانتقال نحو حلول ملموسة توقف نزيف الدم وتضع حدًا للمأساة الممتدة.

تم نسخ الرابط