عاجل

إيران تفتح الباب للمفاوضات النووية…هل تستجيب الدول الغربية لشروط طهران؟

صاروخًا أطلق من قاذفة
صاروخًا أطلق من قاذفة خلال مناورة عسكرية في جنوب إيران

كثفت إيران في الأسابيع الأخيرة إشاراتها للدول الغربية، مؤكدة على استعدادها للتوصل إلى اتفاق بشأن برنامجها النووي، في خطوة قد تُعيد فتح مسار المفاوضات حول هذا الملف الشائك.

وأكد المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، إسماعيل بقائي، أن إيران "مستعدة" للتفاوض حول برنامجها النووي بشرط أن تكون الأطراف الغربية "جدية" في هذه المفاوضات، وتابع بقائي: "لقد قلنا مرارًا إننا مستعدون للحوار شريطة أن تكون الجهة الأخرى جادة في التفاوض"، مشيرا إلى أن هذا الموقف يأتي في وقت يسعى فيه الجانب الإيراني إلى استئناف المناقشات بشأن الاتفاق النووي مع الدول الغربية. حسبما ذكرت صحيفة "لوفيجارو" الفرنسية

إيران والمفاوضات مع الدول الغربية

أظهرت إيران رغبتها في التوصل إلى اتفاق مع الدول الغربية حول برنامجها النووي، وقد أعرب بقائي عن أمله في أن يتبنى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب "نهجًا واقعيًا" في التعامل مع طهران، يختلف عن سياسته التي اتبعها خلال ولايته الأولى  (2017-2021).

وكانت الولايات المتحدة أعلنت انسحابها من الاتفاق النووي الإيراني في عام 2018، وهو الاتفاق الذي تم التوصل إليه في 2015 بين إيران والدول الكبرى (الولايات المتحدة، روسيا، الصين، فرنسا، بريطانيا وألمانيا)، والذي كان يهدف إلى الحد من طموحات إيران النووية مقابل تخفيف العقوبات الاقتصادية عنها.

وقال بقائي إن إيران تراقب عن كثب تحركات الأطراف الأخرى، وتقوم بتعديل سياساتها وتصرفاتها بناءً على مواقف هذه الأطراف. 

 

المفاوضات الأخيرة في جنيف

 

بعد الانسحاب الأحادي الجانب من الاتفاق النووي من قبل الولايات المتحدة، بدأت إيران في التراجع عن التزاماتها، ما جعل جميع المحاولات لإحياء الاتفاق تفشل على مدار السنوات الماضية.

وجرت محادثات "صريحة وبناءة"، في منتصف يناير، في مدينة جنيف السويسرية بين مسؤولين إيرانيين وممثلين من ألمانيا وبريطانيا وفرنسا، وتمت هذه المفاوضات في مكان سري. 

وشهدت هذه المحادثات نقاشات حول إمكانية تطبيق آلية فرض العقوبات على إيران لمنعها من الحصول على السلاح النووي، وهو ما كان قد طرحه الأوروبيون في ديسمبر الماضي.

وفي هذا الصدد، حذر بقائي من أن استخدام هذا الآلية ضد إيران سيجعل التزام طهران بمعاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية (NPT) "يفقد معناه"،  وتشترط معاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية على الدول الموقعة عليها أن تقوم بالإعلان عن موادها النووية وتخضعها لرقابة الوكالة الدولية للطاقة الذرية (IAEA).

التهديدات والفرص

و تتزايد التكهنات بشأن مستقبل المفاوضات النووية بين إيران والدول الكبرى، فمن جهة، تواصل إيران الإشارة إلى استعدادها للعودة إلى طاولة المفاوضات شريطة أن تتعامل الأطراف الغربية بجدية، ولكن في الوقت نفسه، تحذر من أن أي خطوة من قبل الأوروبيين لفرض العقوبات ستؤدي إلى تقويض عملية السلام النووي التي كانت قائمة.

من الجدير بالذكر أن نجاح هذه المفاوضات يمكن أن يكون له تأثير كبير على الأمن الإقليمي والعالمي، إذ إن استئناف الاتفاق النووي قد يساهم في تقليل التوترات في منطقة الشرق الأوسط التي تشهد العديد من الصراعات والتحديات.

تستمر إيران في تأكيد استعدادها للانخراط في مفاوضات مع الدول الغربية حول برنامجها النووي، بشرط أن تلتزم هذه الأطراف بالجدية المطلوبة في العملية، ومع تزايد التوترات الإقليمية والدولية، يبقى مصير المفاوضات مفتوحًا، إذ يعتمد النجاح على قدرة الأطراف المعنية على التوصل إلى تفاهمات تضمن تحقيق الأمن النووي في المنطقة، وفي حال فشل المحادثات، قد تتصاعد المخاوف من تداعيات خطيرة على الاستقرار الإقليمي والدولي.

تم نسخ الرابط