ماذا قال النبي لشاب يحتضر؟ حديث شريف عن حسن الظن بالله

في لحظة إنسانية تمسّ القلوب وتُرسي معاني الرجاء والخوف من الله، يروي الصحابي الجليل أنس بن مالك رضي الله عنه حديثًا عظيمًا عن النبي محمد ﷺ، يُظهر كيف كان يتعامل رسول الله مع من يواجهون لحظة الموت، بلغة الرحمة والطمأنينة.
يقول أنس:
دخل النبي ﷺ على شاب وهو في الموت، فسأله قائلًا:
"كيف تجدك؟"
فأجاب الشاب بصدق:
"والله يا رسول الله، إني أرجو الله، وإني أخاف ذنوبي."
فقال له النبي ﷺ مطمئنًا:
"لا يجتمعان في قلب عبد في مثل هذا الموطن، إلا أعطاه الله ما يرجو، وآمنه مما يخاف." رواه الترمذي
درس نبوي في الرجاء والخوف عند لحظة الاحتضار
هذا الحديث الشريف يُعدّ من أعمق الدروس التي يعلّمنا إياها النبي ﷺ، حيث يُظهر أن الله سبحانه وتعالى لا يُخيّب رجاء من أحسن الظن به، حتى في أصعب اللحظات. بل إن العبد إذا اجتمع في قلبه رجاء في رحمة الله مع خوف من الذنوب والتقصير، فإن الله يحقّق له الأمن ويطمئنه.
الرجاء والخوف.. طريق النجاة للمؤمن
في الإسلام، يُعدّ التوازن بين الرجاء والخوف من أهم سمات القلب السليم. فالرجاء يمنح الأمل، والخوف يُبقي القلب يقظًا، وبينهما يسير العبد إلى الله بخطى ثابتة. وفي الحديث الشريف، يُطمئن النبي ﷺ قلب الشاب المحتضر، ويعلّمنا أن من يحسن الظن بالله في مثل هذا الموطن، فإن الله يكون عند حسن ظنه.
تعليق الدكتور علي جمعة: حديث يهز القلب ويبعث الطمأنينة
وقد نشر الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، هذا الحديث الشريف مصحوبًا بصورة تحمل نصّه، عبر صفحته الرسمية على موقع فيسبوك، مشيرًا إلى أنه من أعظم ما قيل في باب حسن الظن بالله عند الموت، ومؤكدًا أنه يُعدّ مصدر طمأنينة لكل مؤمن يُقبل على الله بقلب راجٍ وخائف في آنٍ واحد.
وأوضح الدكتور علي جمعة أن هذا الحديث يُبرز سعة رحمة الله، التي تشمل عباده المؤمنين إذا أقبلوا عليه بقلوب خاشعة، راجية، خائفة من التقصير، ولكن متيقنة بكرمه ومغفرته.
دروس مستفادة من الحديث:
- حسن الظن بالله عبادة قلبية عظيمة، خاصة عند الموت.
- لا يجتمع الرجاء والخوف في قلب مؤمن في لحظة الاحتضار إلا أمنه الله.
- الإسلام يدعو إلى الموازنة بين الخوف من الذنوب والرجاء في الرحمة.
- التوبة والرجوع إلى الله مفتاح النجاة مهما كانت الذنوب.
- رحمة النبي ﷺ بالناس تشملهم حيًّا وميتًا، ومنهجه مليء بالتوجيه والإلهام.