من الزلازل إلى الجفاف.. كاليفورنيا تواجه الكوارث الطبيعية

كاليفورنيا، الولاية الأمريكية التي تُعتبر من أكثر المناطق عرضة للكوارث الطبيعية بسبب موقعها الجغرافي المتميز على طول نطاق صدع سان أندرياس، تشهد بشكل مستمر وقوع زلازل مدمرة تؤثر على حياة المواطنين والممتلكات. كان آخرها زلزال جديد بقوة 5.2 درجة على مقياس ريختر بالقرب من بلدة جوليان الصغيرة في جنوب كاليفورنيا، والذي أثار رعب سكان المنطقة والمناطق المجاورة.
هذا الزلزال، الذي يُعد من أقوى الهزات الأرضية في التاريخ الحديث، شعر به العديد من الأشخاص في صحراء جنوب كاليفورنيا، بما في ذلك في وادي كوتشيلا، حيث كانت الحشود تغادر مهرجان وادي كوتشيلا للموسيقى والفنون.
ومع أن الزلزال لم يُسجل أي إصابات أو أضرار جسيمة وفقًا لشرطة مقاطعة سان دييجو، إلا أن هذا الحدث يُضاف إلى قائمة الكوارث الطبيعية التي تهدد كاليفورنيا، ويعيد تسليط الضوء على مدى قوة الزلازل في هذه المنطقة التي تشهد العديد من الكوارث الطبيعية الأخرى مثل الحرائق والجفاف والفيضانات.
ومن أبرز المخاطر التي تهدد هذه الولاية بشكل مستمر، على الرغم من التقدم التكنولوجي في مجال الإنذار المبكر، لا تزال التحديات الكبيرة قائمة في التعامل مع هذه الكوارث وتأثيراتها المستمرة على البيئة والبنية التحتية وسلامة المواطنين، و أبرزها الزلازل، حرائق الغابات، الأمطار الغزيرة، الجفاف، والعواصف

الزلازل
تقع كاليفورنيا على طول نطاق صدع سان أندرياس، أحد أكثر المناطق النشطة زلزاليًا في العالم، ومنذ القرن العشرين، تعرضت الولاية للعديد من الزلازل المدمرة.
زلزال سان فرانسيسكو 1906
وقع في 18 أبريل 1906، بقوة 7.8 درجة على مقياس ريختر، في سان فرانسيسكو، شمال كاليفورنيا.
و يعد من أقوى الزلازل في تاريخ كاليفورنيا وأكثرها تدميرًا. تسبب في دمار واسع في مدينة سان فرانسيسكو والمناطق المحيطة بها، حيث أسفر عن مقتل ما يقارب 3,000 شخص وأدى إلى تدمير أجزاء كبيرة من المدينة. الزلزال نفسه كان مدمرا، ولكن الحرائق التي نشبت بعد الزلزال تسببت في المزيد من الأضرار، هذا الحدث أظهر ضعف البنية التحتية أمام الزلازل وأدى إلى تغييرات كبيرة في سياسات البناء والإنشاء.
زلزال لوس أنجلوس 1933
وقع في 10 مارس 1933، بقوة 6.4 درجة على مقياس ريختر، بالقرب من مدينة لوس أنجلوس.
أسفر عن مقتل 115 شخصًا وتدمير العديد من المباني. كان هذا الزلزال أحد الأسباب الرئيسية لتغيير معايير البناء في المدينة، إذ أدى إلى تحسين التصاميم الهندسية للمباني لتكون أكثر مقاومة للزلازل.
زلزال هنتينجتون بيتش 1932
بقوة 6.3 درجة على مقياس ريختر، في هنتينجتون بيتش، جنوب كاليفورنيا
على الرغم من أن هذا الزلزال كان أقل قوة من غيره، إلا أنه سبب أضرارًا كبيرة في المنطقة. أسفر عن دمار بعض المباني والمرافق في مدينة هنتينغتون بيتش.
زلزال ساكرامنتو 1975
وقع في 9 أغسطس 1975، بقوة 5.8 درجة على مقياس ريختر، بمنطقة ساكرامنتو في شمال ولاية كاليفورنيا، وكان من الزلازل المعتدلة مقارنة بغيره، لكنه أحدث إصابات وأضرار في المباني والبنية التحتية في المنطقة.
زلزال نورتريدج 1994
وقع صباح الاثنين في 17 يناير 1994، بقوة 6.7 درجة على مقياس ريختر، في نورتريدج، لوس أنجلوس.
وأدى إلى مقتل 57 شخصًا وإصابة أكثر من 9,000 شخص، الزلزال دمر العديد من المباني في لوس أنجلوس وضواحيها، بما في ذلك المستشفيات والمدارس والطرق السريعة، كما تسببت الأضرار في قطع العديد من خطوط الكهرباء والاتصالات في المنطقة. هذا الزلزال كان له تأثير كبير على تحسين معايير بناء المباني والهياكل في كاليفورنيا.
زلزال لومبوك 2019
وقع في 5 يوليو 2019، بقوة 7.1 درجة على مقياس ريختر، في مقاطعة سان بيرناردينو الصحراوية في كاليفورنيا، وكان له تأثير كبير في تغيير توجهات الهياكل البنيوية في المناطق السكنية والتجارية.
زلزال جوليان 2023
وقع في 28 يوليو 2023، بقوة 5.2 درجة على مقياس ريختر، بمنطقة جوليان بالقرب من وادي كوتشيلا جنوب كاليفورنيا، وقد شعر به العديد من السكان في المنطقة. على الرغم من أن الزلزال لم يسجل أي أضرار كبيرة، إلا أن الهزة كانت ملحوظة في بعض المناطق الصحراوية.

حرائق الغابات
أيضا، تعتبر كاليفورنيا من أكثر المناطق تعرضًا لحرائق الغابات بسبب الظروف المناخية الجافة والرياح القوية، التي تؤدي إلى دمار واسع النطاق، بما في ذلك تدمير المنازل والممتلكات، وفقدان الأرواح، وتدهور البيئة.
حرائق "نابا" 2017
في 2017، اجتاحت حرائق ضخمة منطقة نهر نابا في شمال كاليفورنيا. أسفرت الحرائق عن مقتل 44 شخصًا وتدمير نحو 8,900 منزل ومبنى تجاري.
حريق "كامب فاير" 2018
في نوفمبر 2018، وقع حريق كامب فاير في شمال كاليفورنيا، ويُعد من أسوأ حرائق الغابات في تاريخ الولاية. الحريق دمر بلدة "بارادايس" بالكامل وأسفر عن مقتل 85 شخصًا، بالإضافة إلى تدمير أكثر من 18,000 منزل.
حريق "جروس كريك فاير" 2020
اندلع حريق ضخم في شمال كاليفورنيا في منطقة جروس كريك، دمر آلاف الفدادين من الأراضي. تمت مواجهته بجهود كبيرة من رجال الإطفاء في ظل ظروف مناخية قاسية.
الحريق الأضخم 2024
شهدت ولاية كاليفورنيا في صيف عام 2024 واحدة من أكثر مواسم الحرائق تدميراً في تاريخها الحديث، حيث اندلع أكثر من 180 حريقاً كبيراً، أبرزها حريق "بلاك باين" الذي التهم مساحات شاسعة من الغابات في شمال الولاية، والتي أسهمت درجات الحرارة القياسية، والجفاف الممتد، وسرعة الرياح في تأجيج النيران، مما أدى إلى احتراق أكثر من 1.4 مليون فدان، وتدمير آلاف المنازل والمنشآت، بالإضافة إلى تهجير عشرات الآلاف من السكان.
وقد أعلنت السلطات آنذاك حالة الطوارئ في عدة مقاطعات، فيما واجهت فرق الإطفاء صعوبات كبيرة في السيطرة على الحرائق بسبب تضاريس المناطق الجبلية وشدة النيران. وبلغت الخسائر الاقتصادية المبدئية أكثر من 6 مليارات دولار، بينما فاقت الأضرار البيئية حدود التقييم الفوري، إذ تأثرت الحياة البرية والنظم الإيكولوجية بشكل واسع.

الأمطار والسيول
رغم أن كاليفورنيا تشتهر بجفافها، إلا أنها شهدت العديد من الفيضانات الناجمة عن الأمطار الغزيرة في بعض الفترات،و هذه الفيضانات يمكن أن تسبب أضرارًا جسيمة في المناطق الحضرية والريفية.
فيضانات عام 1862
اجتاحت فيضانات ضخمة ولاية كاليفورنيا بسبب أمطار غزيرة استمرت لأيام، وغطت معظم مناطق الولاية بمياه عميقة، بلغت الأضرار المترتبة على الفيضانات ملايين الدولارات في تلك الفترة، وتم تدمير العديد من الأراضي الزراعية.
فيضانات 1997
تعرضت منطقة شمال كاليفورنيا لفيضانات قوية نتيجة للأمطار الغزيرة، مما تسبب في انزلاقات أرضية، وتدمير جسر "وادي سان خواكين"، وقطع الطرق، وترك العديد من الأشخاص بلا مأوى.

الجفاف
من بين الكوارث الطبيعية المتكررة في كاليفورنيا هو الجفاف، والذي يؤثر بشكل كبير على الموارد المائية في الولاية. يسبب الجفاف نقصًا في المياه ويؤدي إلى تدهور البيئة وزيادة انتشار حرائق الغابات.
وبين عامي 2012 و2016، عانت كاليفورنيا من أحد أسوأ حالات الجفاف في تاريخها الحديث. تسببت قلة الأمطار في نقص كبير في المياه الجوفية وتراجع مستوى البحيرات والسدود، ما أثر بشكل كبير على الزراعة والإنتاج الزراعي في الولاية.
وفي عام 2021، عادت كاليفورنيا لتشهد أزمة جفاف كبيرة بسبب قلة الأمطار في العامين السابقين. وقد أدى ذلك إلى تدهور المزروعات وزيادة المخاوف بشأن إدارة الموارد المائية.

العواصف والرياح القوية
تتعرض كاليفورنيا أحيانًا لعواصف شديدة ورياح قوية تؤدي إلى تعطيل الحياة اليومية، خاصة في فصل الشتاء. هذه العواصف تتسبب في انقطاع الكهرباء، وانهيارات أرضية، وتدمير الممتلكات.
عاصفة 1982
ضربت كاليفورنيا عاصفة شديدة تسببت في فيضانات، مما أدى إلى تدمير عدة مناطق في شمال الولاية، فضلاً عن حدوث انهيارات أرضية واسعة.
عاصفة الشتاء 2019
في نهاية العام تعرضت كاليفورنيا لعاصفة شتوية قوية أسفرت عن هطول أمطار غزيرة وتساقط ثلوج في مناطق عدة من الولاية. تسببت العاصفة في انهيارات أرضية في بعض المناطق الجبلية، مما أدى إلى إغلاق الطرق الرئيسية.

مخاطر أخرى
تشهد الولاية العديد من الانهيارات الأرضية، بسبب التضاريس الجبلية لكاليفورنيا، تشهد الولاية بعض الانهيارات الأرضية بعد الأمطار الغزيرة أو الزلازل.
أيضا، بما أن كاليفورنيا تقع على ساحل المحيط الهادئ، فقد تعرضت في الماضي لعدة موجات تسونامي، رغم أن هذا النوع من الكوارث نادر الحدوث.