نقابة الأطباء ترد على أديب: لسنا سبب أزمة الصحة وتحميلنا المسؤولية "مغالطة"

في رد قوي على التصريحات التي أدلى بها الإعلامي عمرو أديب بشأن تزايد هجرة الأطباء المصريين، أكد الدكتور خالد أمين زارع، عضو مجلس النقابة العامة للأطباء والأمين العام المساعد، أن تحميل الأطباء مسؤولية تدهور المنظومة الصحية "طرح غير منطقي ولا يستند إلى أسس واقعية"، ويمثل تبسيطًا مخلًّا لقضية معقدة ومتشعبة الأبعاد.
مغازلة للشارع
وصف زارع، تصريحات عمرو أديب بأنها "مغازلة للشارع المصري"، تهدف إلى تصدير "عدو وهمي" لتحميله مسؤولية أزمة المنظومة الصحية، في وقتٍ يُعد فيه الأطباء الطرف الأضعف والأكثر تضررًا من واقع المنظومة الحالية.
وقال:" الهجوم المتكرر على الأطباء لن يؤدي إلا إلى مزيد من النفور من المهنة .. بعض الأطباء لا يهاجرون فقط، بل يتركون المهنة تمامًا".
بيئة العمل قبل الخطاب العاطفي
ورفض عضو مجلس النقابة العامة للأطباء، ما اعتبره خطابًا عاطفيًا يطالب الأطباء بعدم السفر "ردًّا للجميل"، مشددًا على أن علاج الأزمة يبدأ من تحسين بيئة العمل، وليس عبر تقييد حرية التنقل أو ممارسة الضغط المعنوي.
وأشار إلى أن الحلول الحقيقية تكمن في: تقديم حوافز للعمل في المناطق النائية، تطوير البنية التحتية في الريف، خفض الإيجارات وتوصيل المرافق، إنشاء مدارس ومرافق خدمية لجذب الأطباء
وأكد أن هذه السياسات وحدها هي التي قد تُقنع الكفاءات بالبقاء، وليس الخطاب الإعلامي القائم على جلد الذات.
منع السفر غير دستوري
وحول الدعوات غير الرسمية التي تُثار بين الحين والآخر بشأن منع سفر الأطباء، قال زارع بوضوح:" هذا الطرح غير دستوري، فالمادة "62" من الدستور المصري تنص صراحة على أن حرية التنقل والهجرة مكفولة ولا يجوز تقييدها إلا بأمر قضائي مسبب ولمدة محددة."
وتساءل:" لماذا يُستهدف الأطباء وحدهم؟ هناك مهن أخرى تواجه نفس الظروف وتهاجر دون أن يوجه لها أحد هذا الكم من الانتقادات."
خطاب الهجوم يزيد الفجوة
واختتم عضو مجلس النقابة العامة للأطباء، تصريحاته محذرًا من أن استمرار الهجوم الإعلامي على الأطباء سيُعمّق الفجوة بينهم وبين المجتمع، بدلًا من تعزيز الثقة والدعم المتبادل، قائلًا:" الحل الحقيقي يكمن في دعم المنظومة الصحية بالكامل، وليس في جلد من تبقوا في الصفوف الأمامية رغم التحديات اليومية".
يُذكر أن تصريحات عمرو أديب جاءت في منشور على منصة "X"، أشار فيه إلى أن "الطب لم يعد رسالة"، وعبّر عن استيائه من "سفر الأطباء دون اعتبار للمسؤولية المجتمعية"، وهو ما أثار جدلًا واسعًا وردود فعل غاضبة من الأطباء والمهتمين بالشأن الصحي في مصر.