بعد تنازل حماس عن إدارة غزة..
سفير مصر السابق في إسرائيل: الكرة الآن في ملعب ترامب

ترسم مصر ملامح مشهد دبلوماسي معقد يتقاطع فيه الدور المصري الفاعل مع ضغوط دولية وإرادات متناقضة، فبين جهود القاهرة لإبرام صفقة متكاملة تشمل وقف إطلاق النار، وتبادل المحتجزين، وتغيير معادلة الحكم في القطاع، تقف إسرائيل عند مفترق طرق يتجسد في قرارات بنيامين نتنياهو، الذي تتجاذبه الطموحات السياسية والتحديات الداخلية.
وفي ظل مرونة غير مسبوقة من قبل حركة حماس، تتكشف حقيقة مأزق الاحتلال في التفاوض، بينما يترقب العالم تدخلاً أمريكياً أكثر حسماً، قد يحمله طموح الرئيس ترامب لإنهاء الحرب قبل أن يلقي بثقله السياسي في زيارة مرتقبة إلى المنطقة.
وفى هذا السياق قال السفير حازم خيرت، سفير مصر السابق بإسرائيل لـ نيوز رووم، إنه متفائل بحذر إزاء الوصول إلى صفقة لوقف إطلاق النار في غزة مشيدا بالجهود المصرية التي تقوم بها في هذا الشأن.
وأضاف خيرت: "أتصور أن الجهد المصري في الفترة الأخيرة بالتنسيق مع دولة قطر توصلت إلى مشروع الصفقة التى تشمل وفقا لما تردد في بعض الوسائل الإعلامية المختلفة تسليم الرهائن ووقف الحرب وإبعاد حماس من المشهد العسكري و إدارة غزة، واقتصار دورها على النشاط السياسي".
وأضاف أن سبب التفاؤل بحذر هو رد فعل إسرائيل، لأن الكرة الآن فى ملعب نتنياهو، فهل يريد إنهاء الحرب أم لأ؟!
وقال إن نتنياهو لا يريد إنهاء الحرب، ويبحث عن حجج للحفاظ على أهدافه، وهي القضاء على حماس وإطلاق سراح الرهائن بالقوة، فهو لا يريد أن يخرج من هذه الحرب خاسرا، وأضاف أن الأمل فى دور الإدارة الأمريكية ودور الرئيس ترامب الذي بدأ ينفذ صبره،فهو يريد إنهاء الحرب كما وعد شعبه أثناء الحملة الانتخابية، ويريد أن تنتهي هذه الحرب ليقوم بزيارة المنطقة دون أن يكون بها حروب.
وأشار إلى أن نتنياهو له أسباب داخلية أيضا، وهى أن اليمين المتطرف الذي يحكم الآن والذي يتمثل في سموتريتش وبنكافير، يهددوه بالانسحاب من الائتلاف إذا أوقف الحرب مما قد يؤدي سقوط الائتلاف رغم ان نتنياهو من المحتمل ان يكون قد آمن نفسه بعض الشيء .
وأشار إلى أن السبب الثاني هو أن نتنياهو مدان، وبإنهاء هذه الحرب سيحاكم فى قضايا خيانة أمانة ورشوة وفساد واستغلال نفوذ، بالإضافة إلى تقصيره كحكومة أو جيش منذ 7 أكتوبر.. فوقف الحرب تعني نهايته سياسيا.
وقال خيرت: "أتمنى أن ينجح ترامب فى وقف الحرب، وأن تكون الضغوط الأمريكية مؤثرة ويضطر نتنياهو إلى القبول بهذه الصفقة، لأن الرئيس الأمريكي يمتلك القدرة على ذلك وان إدارته تختلف عن إدارة الرئيس بايدن"، وأضاف: "أتصور أن حماس أبدت مرونة كبيرة في مواقفها للوصول إلى الصفقة".
وأبدت حركة حماس استعدادها لإطلاق سراح جميع المحتجزين الإسرائيليين مقابل وقف إطلاق النار والانسحاب من غزة.
وقال مسئول فى حركة حماس: "تعاملنا بإيجابية ومرونة كبيرة مع الأفكار التي عرضت في المفاوضات لوقف إطلاق النار وتبادل الأسرى والمحتجزين.. والاحتلال يريد إطلاق سراح محتجزيه دون الانتقال إلى قضايا المرحلة الثانية المتعلقة بوقف إطلاق النار الدائم والانسحاب الكامل من غزة" وأضاف: "الاحتلال لا يزال يعطل اتفاق وقف إطلاق النار ويتنصل من التزاماته، وأكدنا للوسطاء ضرورة توفر ضمانات لإلزام الاحتلال تنفيذ الاتفاق".