محطة الزعفرانة للرياح.. رمز التعاون الدولي والمستقبل الأخضر
محطة رياح الزعفرانة .. نموذج للتعاون الدولي في الطاقة النظيفة

تُعد محطة رياح "الزعفرانة" واحدة من أبرز مشروعات الطاقة المتجددة في أفريقيا والعالم العربي، وتمثل خطوة هامة في مسار مصر نحو مستقبل منخفض الانبعاثات. تقع المحطة على ساحل البحر الأحمر في منطقة الزعفرانة، وتعد واحدة من أكبر محطات طاقة الرياح في القارة الأفريقية، فضلاً عن كونها من أوائل المشروعات التي اعتمدت نموذج الشراكة الدولية لنقل التكنولوجيا الخضراء إلى المنطقة.
قدرة إنتاجية وشراكات دولية
بقدرة إنتاجية تتجاوز 550 ميغاواط، تتميز محطة رياح الزعفرانة بتنوع شركائها من الدول الرائدة في مجال الطاقة النظيفة، مما يعزز من مكانتها كمشروع رائد في مجال الطاقة المتجددة. المحطة لا تعد مصدرًا مهمًا للطاقة فقط، بل تعتبر أيضًا منصة تعليمية وتكنولوجية تتبنى أفضل الممارسات في تصميم المشروعات المستدامة، لتكون نموذجًا يحتذى به في تصميم محطات طاقة الرياح في مصر وخارجها.
النشأة والتطور
بدأت محطة رياح الزعفرانة في عام 2000، وتم تنفيذها على مراحل عدة، تم من خلالها التعاون مع دول مثل ألمانيا والدنمارك وإسبانيا واليابان، من خلال بروتوكولات تعاون حكومية تهدف إلى تعزيز استخدام الطاقة النظيفة. تقع المحطة في منطقة الزعفرانة شمال محافظة البحر الأحمر على مساحة 120 كيلومترًا مربعًا.
التقنيات المستخدمة في المحطة
تتكون المحطة من 700 توربينة هوائية مختلفة الطرازات، بقدرات تتراوح بين 600 و850 كيلوواط. مع قدرة إنتاجية إجمالية تصل إلى 554 ميغاواط، تعادل تقريبًا ثلث إنتاج السد العالي. تعتمد المحطة على تقنيات متطورة لتحويل الطاقة الحركية للرياح إلى كهرباء، حيث يتم رفع الجهد من 690 فولت داخل التوربين إلى 22 كيلو فولت عبر محولات متخصصة قبل ضخ الكهرباء المنتجة إلى شبكة الكهرباء الوطنية.
التطوير المستقبلي للمحطة
في إطار سعيها الدائم لتطوير كفاءتها، يجري حاليًا العمل على إضافة محطة طاقة شمسية في موقع الزعفرانة، بقدرة إنتاجية تصل إلى 300 ميغاواط. الهدف من هذه الإضافة هو تعزيز كفاءة المحطة من خلال دمج الطاقة الشمسية مع طاقة الرياح. كما تم توقيع اتفاقية بين وزارة التخطيط والتنمية الاقتصادية ووزارة التعاون الدولي مع شركات القطاع الخاص لإعادة تأهيل المحطة ورفع كفاءتها التشغيلية.
محطة رياح الزعفرانة لا تقتصر على كونها مشروعًا ضخمًا لتوليد الكهرباء، بل تعتبر أيضًا مثالًا على كيفية الاستفادة من الموارد الطبيعية في توليد الطاقة المستدامة وخلق فرص للتعاون الدولي في مجالات الطاقة المتجددة.