سعد خلف: بوتين يستجيب ظاهريًا لترامب ولم تتوقف الأزمة الأوكرانية (فيديو)

يشهد الصراع الروسي الأوكراني تطورات متسارعة، تُنذر بمزيد من التصعيد الميداني في ظل تعقيد المشهد السياسي والعسكري بعد ثلاثة أعوام من الحرب.
وفي هذا السياق، قدّم الدكتور سعد خلف، الباحث في الشأن الروسي، تحليلاً للوضع الراهن خلال مداخلة هاتفية عبر قناة إكسترا نيوز، مؤكداً أن الصراع دخل مرحلة حاسمة مع تزايد الضربات الأوكرانية ضد البنية التحتية الروسية، وسط غموض في المواقف الدولية.
استهداف منشآت الطاقة
أوضح الدكتور سعد خلف أن الهجمات الأوكرانية على منشآت الطاقة الروسية لم تعد مجرد تحركات عسكرية تقليدية، بل أصبحت تحمل طابعًا "استعراضيًا"، وفق تعبيره، يعكس رفضًا صريحًا من الجانب الأوكراني لأي مبادرات هدنة أو مقترحات للتهدئة، مشيرًا إلى أن هذه الضربات تأتي في وقت بالغ الحساسية، وتؤكد أن الحل لن يكون إلا عبر الميدان العسكري، بعدما دخلت الحرب عامها الثالث دون أي بوادر حقيقية للانفراج.
وأضاف أن هذا النمط من التصعيد يعكس إصرار الطرفين على الحسم العسكري، حيث بات واضحًا أن الحلول السياسية مؤجلة، وأن الجانبين يستعدان لمرحلة جديدة من المواجهة، ستكون أكثر قسوة من سابقاتها.
استنزاف شامل يطول الأطراف
وفي سياق تقييمه للواقع الاقتصادي والعسكري، أكد خلف أن الحرب أنهكت روسيا وأوكرانيا على حد سواء، كما ألقت بتداعياتها الكارثية على أوروبا التي تواصل دعم كييف، لكنها تدفع ثمنًا اقتصاديًا باهظًا نتيجة العقوبات المتبادلة، وأزمة الطاقة، واضطراب سلاسل الإمداد.
وتحدث عن التحولات في الموقف الأمريكي، والتي أربكت الحسابات في العواصم الأوروبية، موضحًا أن واشنطن بدأت تُظهر نوعًا من التردد الاستراتيجي في دعم أوكرانيا، وهو ما قد يؤثر على قدرة كييف في مواصلة الصمود على المدى الطويل، في ظل تصاعد الكلفة البشرية والمادية.
موسكو تبرر هجماتها
لفت الباحث في الشأن الروسي إلى أن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي يسعى لحشد الضغط الدولي على موسكو من أجل وقف التصعيد، مناشدًا المجتمع الدولي للتحرك، وتقديم الدعم الدبلوماسي والعسكري لحماية بلاده من الهجمات الروسية المتواصلة.
في المقابل، تؤكد موسكو أن عملياتها العسكرية تستهدف منشآت عسكرية حصريًا، وأنها ترد على ما تعتبره "استفزازات" أوكرانية تهدد الأمن القومي الروسي، خصوصًا في المناطق الحدودية والقرم.

بين التصعيد والمراوحة
اختتم الدكتور سعد خلف مداخلته بالتأكيد على أن مؤشرات الوضع الراهن لا تبشر بأي تهدئة قريبة، بل توحي بأن المرحلة المقبلة قد تكون الأعنف منذ اندلاع الحرب، مع استمرار العجز عن فرض حل سياسي متوازن.
وشدد على أن ما يجري حاليًا يعيد ترتيب أولويات الدول الكبرى، ويؤسس لنظام دولي جديد تتغير فيه معادلات النفوذ، كما ركز على أن الحرب لم تعد مجرد نزاع بين دولتين، بل صراع مفتوح تتداخل فيه قوى دولية وإقليمية متعددة، تتصارع على الأرض الأوكرانية، وسط غياب أفق واضح للنهاية.