عاجل

من حكومة شولتس إلى ميرتس.. هل ينجح التحالف الجديد في تحقيق التغيير في ألمانيا؟

فريدريش ميرتس
فريدريش ميرتس

في تحول سياسي قد يعيد رسم المشهد الداخلي لألمانيا، أعلن البرلمان الاتحادي "البوندستاج"، الإثنين، عن تحديد السادس من مايو المقبل موعدًا رسميًا للتصويت على ترشيح زعيم التحالف المسيحي، فريدريش ميرتس، لتولي منصب المستشار الاتحادي، خلفًا لأولاف شولتس.

وبحسب تقرير عبر الإذاعة الألمانية “دويتشه فيله”، فإن التحضيرات جارية على قدم وساق داخل البرلمان، حيث أكدت رئيسته يوليا كلوكنر بدء التجهيزات اللوجستية والسياسية لهذا اليوم المفصلي، في ظل متابعة محلية ودولية حذرة، خاصةً مع ما تشهده أوروبا من تحولات اقتصادية وأمنية متسارعة.

تحالف جديد.. ومشاورات دقيقة
وجاء في التقرير الألماني، بأن ميرتس (69 عامًا)، الذي يتزعم حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي، يخوض هذه المرحلة بالتحالف مع "الحزب المسيحي الاجتماعي البافاري"، إلى جانب الحزب الاشتراكي الديمقراطي، الخصم السابق الذي كان يقوده شولتس، وبهذا، يعاد تشكيل مشهد ائتلافي غير تقليدي بعد نحو شهرين ونصف من الانتخابات البرلمانية المبكرة التي أُجريت في 23 فبراير الماضي.

وقد وافق الحزب البافاري رسميًا على وثيقة الائتلاف، بينما يستعد الحزب الديمقراطي المسيحي لمناقشة الوثيقة ذاتها في مؤتمر مصغر يُعقد في 28 أبريل الجاري.

 في الوقت ذاته، يبدأ الحزب الاشتراكي الديمقراطي غدًا الثلاثاء تصويتًا رقميًا داخليًا على الاتفاق المؤلف من 144 صفحة، وهو تصويت يستمر حتى 29 أبريل ويتطلب مشاركة لا تقل عن 20% من أعضائه البالغ عددهم نحو 358 ألفًا.

انتخاب السياسية يوليا كلوكنر المنتمية للحزب المسيحي رئيسة للبرلمان الألماني  - بوابة الشروق - نسخة الموبايل
يوليا كلوكنر

نهاية حكومة وبداية جديدة
ذكر التقرير أنه في حال حصوله على الثقة، من المرجح أن يؤدي ميرتس اليمين الدستورية في اليوم نفسه، ليطوي بذلك صفحة حكومة "إشارة المرور" التي انهارت رسميًا في نوفمبر 2024 عقب الخلاف الحاد بين شولتس ووزير ماليته ورئيس الحزب الليبرالي، كريستيان ليندنر، الذي أُقيل وانسحب حزبه لاحقًا من الائتلاف، ما عرّض الحكومة للشلل السياسي.

برنامج طموح.. وحذر مالي
عرض ميرتس في وقت سابق أبرز ملامح برنامج الحكومة الجديدة، الذي تضمن أولويات واضحة في دعم الدفاع وزيادة الإنفاق العسكري، إلى جانب تبنّي نهج أكثر تشددًا تجاه ملف الهجرة. 

كما تعهد بتقديم تسهيلات ضريبية للطبقتين المتوسطة والفقيرة، بشرط توفر الموارد المالية الكافية، حيث قال: "لن نعد بما لا يمكن تنفيذه."

دعم اشتراكي حذر
في المقابل، يسعى الحزب الاشتراكي الديمقراطي إلى حشد التأييد الداخلي لإنجاح التحالف، حيث دعا رئيسه لارس كلينجبايل القواعد الحزبية للموافقة على البرنامج، مؤكدًا ثقته في قدرة ميرتس على قيادة البلاد في هذه المرحلة الدقيقة. ويُعقد اليوم مؤتمر حزبي كبير في هانوفر، بمشاركة أسماء بارزة مثل ساسكيا إسكين وماتياس ميرش، في محاولة لشرح تفاصيل الاتفاق وإقناع الأعضاء بضرورته.
وبينما تترقب ألمانيا ومحيطها الأوروبي هذا التحول السياسي، تبقى علامات الاستفهام، في هل ينجح ميرتس في تطبيق ما تعهد به؟ وهل يملك التحالف الجديد الأدوات والتمويل اللازمين لتنفيذ رؤيته الطموحة؟ الأجوبة تبدأ بالتكشف من السادس من مايو.

تم نسخ الرابط