الجعفري يكسر الصمت
السفير السوري في موسكو: لم أطلب اللجوء إلى روسيا ومستمر في مهامي الدبلوماسية

نفى السفير السوري في موسكو، الدكتور بشار الجعفري، بشكل قاطع صحة ما تردد عن تقديمه طلب لجوء سياسي في روسيا، مؤكدًا أن ما نُشر في هذا السياق لا يمت للحقيقة بصلة.
وبحسب وكالة "نوفوستي" الروسية، قال الجعفري: "لا صحة للمعلومات التي تفيد بأنني طلبت اللجوء في روسيا"، وذلك ردًا على تقارير إعلامية تداولتها بعض المواقع نقلًا عن مصدر دبلوماسي لوكالة "تاس"، زعمت أن الجعفري تقدم بطلب رسمي للحصول على لجوء سياسي لدى السلطات الروسية.
خلفية ومسيرة دبلوماسية حافلة
ويُعد بشار الجعفري من أبرز الشخصيات الدبلوماسية السورية التي لعبت دورًا محوريًا في تمثيل النظام السوري خلال العقدين الأخيرين.
بدأ مسيرته في وزارة الخارجية السورية وتقلّد مناصب عدة في سفارات دمشق حول العالم، قبل أن يتم تعيينه في عام 2006 كمندوب دائم لسوريا لدى الأمم المتحدة في نيويورك، وهو المنصب الذي جعله أحد أبرز وجوه الدفاع عن سياسات النظام السوري أمام المجتمع الدولي.
برز اسم الجعفري أيضًا في ملفات التفاوض المعقدة، حيث تولى منصب كبير المفاوضين عن الحكومة السورية خلال مؤتمر "جنيف 2" الذي انطلق مطلع عام 2014، واستمر في المشاركة في الجولات اللاحقة من المحادثات خلال عامي 2015 و2016.
وفي أكتوبر 2022، انتقل الجعفري من ساحة الأمم المتحدة إلى العاصمة الروسية موسكو، بعد أن تم تعيينه سفيرًا لسوريا لدى روسيا الاتحادية، في خطوة عكست أهمية تعزيز العلاقات بين دمشق وموسكو في تلك المرحلة.

مواقف لافتة عقب سقوط النظام
وفي خضم التطورات المفصلية التي أعقبت سقوط نظام الرئيس بشار الأسد، ظهر الجعفري بتصريحات فُسرت على أنها تحمل نبرة تصالحية وواقعية جديدة، إذ قال إن سوريا تدخل مرحلة جديدة تكون فيها لكل أبنائها".
وأضاف أن "فرار رأس النظام بشكل مهين يعزز الأمل في تغيير حقيقي وإعادة إعمار سوريا، إنسانًا وحجرًا، بعد عقود من الظلم ومحاربة الكفاءات وطرد النخب المثقفة والسياسية".
وأشاد الجعفري في تصريحاته بقدرة الشعب السوري على تجاوز المحن والتحديات، مؤكدًا أن سوريا المستقبل ستكون قائمة على الكفاءة والشراكة الوطنية، لا على الإقصاء والولاءات الضيقة.
تباين في الروايات.. وغموض يلف المشهد
ورغم نفي الجعفري بشكل مباشر، إلا أن التصريحات التي نسبها البعض لمصادر دبلوماسية مجهولة تفتح بابًا للتساؤل حول حقيقة ما يجري داخل أروقة البعثات الدبلوماسية السورية في الخارج، لا سيما بعد التحولات الكبيرة التي يشهدها المشهد السوري.
وفي ظل تعتيم رسمي من قبل دمشق، يُنتظر أن تتضح معالم الصورة في الأيام المقبلة، وسط تزايد الترقب لأي تحركات دبلوماسية قد تشير إلى تصدعات جديدة داخل بنية النظام السابق.