طلال أبو ركبة: الاحتلال يواصل استهداف القطاع الطبي ومحاصرة سكان غزة |فيديو

في ظل التصعيد المستمر على قطاع غزة، حذر الدكتور طلال أبو ركبة، الباحث السياسي، من الممارسات الإسرائيلية الممنهجة التي تستهدف البنية التحتية الحيوية للقطاع، وعلى رأسها المؤسسات الصحية.
جاء ذلك خلال مداخلة هاتفية عبر قناة "إكسترا نيوز" الفضائية، حيث أشار إلى أن الاحتلال لا يكتفي بتكثيف العمليات العسكرية، بل يعمد إلى خنق السكان عبر استهداف المرافق الطبية ومحاصرة الأهالي، ما ينذر بكارثة إنسانية غير مسبوقة.
استهداف مباشر للمستشفيات
أكد الدكتور طلال أبو ركبة أن جيش الاحتلال الإسرائيلي يستمر في قصف واستهداف المنشآت الطبية في مختلف مناطق القطاع، موضحًا أن هذا النهج يعكس محاولة متعمدة لضرب مقومات الصمود لدى الشعب الفلسطيني.
وأضاف أن العديد من المستشفيات خرجت عن الخدمة بسبب نفاد الوقود ونقص المعدات الطبية، في ظل منع دخول الإمدادات الحيوية منذ بداية العدوان، الأمر الذي أدى إلى انهيار شبه تام في منظومة الرعاية الصحية.
وأشار إلى أن القصف طال مستشفيات ميدانية ومراكز إسعاف، بل وحتى سيارات الإنقاذ، مما أعاق بشكل كبير عمل الطواقم الطبية التي باتت عاجزة عن التعامل مع الكمّ الكبير من الإصابات، وخاصة في المناطق الحدودية التي تشهد عمليات عسكرية مكثفة.
غزة تحت الحصار
وأوضح الباحث السياسي أن قطاع غزة يعيش في عزلة تامة منذ أسابيع، نتيجة فرض حصار خانق من قبل قوات الاحتلال، يشمل منع دخول المواد الغذائية والوقود والمساعدات الإنسانية، ما ضاعف من معاناة السكان.
وأكد أن هذا الحصار أدى إلى توقف شبكات الكهرباء والمياه في عدد من المناطق، وتراجع حاد في الخدمات الأساسية، وسط صمت دولي غير مبرر.
وأشار أبو ركبة إلى أن الاحتلال يسعى من خلال هذه السياسة إلى الضغط على المدنيين ودفعهم نحو الانهيار النفسي والاجتماعي، عبر سياسة "التجويع والترهيب"، التي وصفها بأنها "جريمة حرب مكتملة الأركان" وفقًا للقانون الدولي.
الهجمات العسكرية والمدنيين
وفي حديثه عن الأوضاع الميدانية، قال طلال إن القصف الإسرائيلي لا يفرّق بين هدف عسكري أو مدني، بل يتعمد ضرب المناطق السكنية ومخيمات النازحين، ما أدى إلى ارتفاع عدد الشهداء والجرحى بشكل يومي.
وأضاف أن المناطق الجنوبية والشرقية من القطاع أصبحت شبه مدمرة بالكامل، في ظل استمرار الهجمات الجوية والمدفعية، التي دفعت آلاف العائلات للنزوح القسري بحثًا عن مأوى آمن لا يكاد يُوجد في غزة.

دعوات للمجتمع الدولي
وفي ختام تصريحاته، دعا الباحث السياسي المجتمع الدولي إلى الخروج عن صمته، والتحرك العاجل لحماية المدنيين في غزة، ووقف الانتهاكات الإسرائيلية التي تمسّ أبسط حقوق الإنسان.
وشدد على أن الاستمرار في تجاهل هذه الجرائم يفتح الباب أمام المزيد من التصعيد، ويقوّض فرص أي تسوية سياسية مستقبلية، مؤكدًا أن صمود الشعب الفلسطيني في وجه هذه الممارسات يعبّر عن إرادة لا تنكسر رغم المحن.