غزة تحت الحصار.. كارثة إنسانية تتفاقم وسط تصعيد إسرائيلي (فيديو)

في ظل استمرار الحصار الخانق المفروض على قطاع غزة، تتفاقم الأزمة الإنسانية يومًا بعد يوم، لتصل إلى مستويات غير مسبوقة من المعاناة، مع غياب الإمدادات الطبية والغذائية وتصاعد حدة العمليات العسكرية الإسرائيلية التي تطال المدنيين ومخيمات النازحين على حد سواء.
وفي تغطية مباشرة من قلب الحدث، نقل يوسف أبوكويك، مراسل قناة "القاهرة الإخبارية" من غزة، مشاهداته الميدانية حول الوضع المأساوي الذي يعيشه سكان القطاع، مؤكدًا أن الاحتلال الإسرائيلي لا يزال يفرض إغلاقًا شاملًا على غزة منذ بداية الشهر الماضي، دون السماح بمرور أي مساعدات إنسانية أو شحنات طبية، ما فاقم الوضع الصحي بشكل حاد داخل المستشفيات والمرافق الطبية.
أزمة إنسانية خانقة
أشار أبوكويك في تصريحاته إلى أن القطاع يعاني نقصًا حادًا في الأجهزة الطبية والمستلزمات العلاجية، في ظل توقف دخول الشاحنات المحملة بالمساعدات، الأمر الذي يضع حياة آلاف المرضى في خطر محدق.
المستشفيات الميدانية تعاني من شلل شبه تام، حيث لا يمكنها استقبال الحالات الطارئة أو إجراء العمليات الجراحية نتيجة نفاد الإمدادات، وسط عجز متزايد لدى الطواقم الطبية التي تعمل في ظروف شديدة الصعوبة.
ضحايا جباليا والتفاح
وفي تطورات ميدانية جديدة، أكد مراسل "القاهرة الإخبارية" إصابة عدد من المدنيين في المنطقة الشرقية من جباليا شمال القطاع، جراء إطلاق جيش الاحتلال نيرانه بشكل مباشر نحو خيام النازحين، كما شهد حي التفاح شرق مدينة غزة سقوط ثلاثة شهداء بعد استهدافهم من قبل طائرة مسيرة إسرائيلية، ما يسلط الضوء على استمرار استخدام القوة المفرطة ضد المدنيين.
وأوضح أبوكويك أن جيش الاحتلال زعم أن عملياته في حي التفاح تهدف إلى توسيع ما يسميه بـ"المنطقة العازلة"، بدعوى تأمين المستوطنات القريبة، إلا أن الواقع يُظهر استهدافًا مباشرًا لمناطق مكتظة بالسكان ومراكز إيواء النازحين.
قصف جوي على المنازل
واستعرض أبوكويك تفاصيل مأساة جديدة جراء قصف جوي استهدف منزلًا مأهولًا بالسكان خلال ساعات الليل، مشيرًا إلى أن الغارة الإسرائيلية أدت إلى سقوط خمسة شهداء على الأقل، بينما لا تزال جثامين بعضهم تحت الأنقاض، حيث تعذر على سيارات الإسعاف والدفاع المدني الوصول إلى الموقع بسبب شدة القصف وخطورة المنطقة المستهدفة.
وتحدث عن المشهد المفجع الذي خلفه القصف، قائلاً إن فرق الإنقاذ لم تتمكن من انتشال سوى جثمان واحد، فيما تبقى العائلات محاصرة بالألم والترقب في انتظار انتشال بقية الضحايا، وسط ظروف ميدانية صعبة للغاية تمنع تنفيذ أي عمليات إنقاذ فعالة.

استهداف جديد للنازحين
لم تسلم المنطقة الجنوبية من قطاع غزة من التصعيد، حيث تم استهداف خيمة إيواء للنازحين، ما أسفر عن إصابة عدد من المواطنين، جرى نقلهم إلى المستشفى الميداني غرب المدينة.
وتتكرر مشاهد القصف المتعمد على أماكن النزوح، ما يطرح تساؤلات عن سياسة الاحتلال في ضرب مناطق مدنية بحتة دون اعتبار للقانون الدولي أو للمواثيق الإنسانية.
في ظل الحصار الكامل، والانهيار الصحي، والتصعيد العسكري المتواصل، تقف غزة اليوم على شفا كارثة إنسانية كبرى، وسط صمت دولي مريب، ومع غياب أي بوادر لحل أو تهدئة، تتصاعد المخاوف من دخول القطاع في مرحلة أكثر ظلمة، حيث الجوع والمرض والموت باتوا واقعًا يوميًا يعيشه الفلسطينيون بلا حماية ولا غطاء دولي.