اقتصادي: أزمة مالية خانقة تهدد السلطة الفلسطينية.. والانهيار المالي بات وشيكًا

حذر الخبير الاقتصادي محسن أبو رمضان من خطورة الوضع المالي الذي تمر به السلطة الفلسطينية، مشيرًا إلى أن الأزمة تفاقمت بشكل كبير نتيجة اقتطاع الاحتلال الإسرائيلي لأموال المقاصة، والتي تمثل نحو 80% من الموازنة العامة للسلطة.
القضية الفلسطينية
وأوضح أبو رمضان، خلال مداخلة عبر فضائية "النيل للأخبار"، أن هذا الاقتطاع يستند إلى مزاعم إسرائيلية حول استخدام هذه الأموال في دعم أسر الشهداء والأسرى، إضافة إلى تحصيل مستحقات تتعلق بالتحويلات الطبية وبعض الأنشطة التي تعتبرها إسرائيل ضمن التزامات السلطة، ما تسبب في عجز مالي كبير دفع الحكومة الفلسطينية لتقليص الرواتب بنسبة وصلت في بعض الحالات إلى 50%.
الأوضاع في قطاع غزة
وأكد أن المؤشرات المالية الراهنة تنذر بخطر حقيقي يهدد بانهيار السلطة على المستوى المالي، مشيرًا إلى أن الدعم الأوروبي المُعلن مؤخرًا قد يسهم فقط في تفادي الانهيار على المدى القصير، لكنه غير كافٍ لمواجهة الأضرار الهائلة في قطاع غزة.
وأوضح أن الأضرار التي لحقت بغزة نتيجة العدوان المستمر تتجاوز قيمتها 53 مليار دولار، مشددًا على الحاجة لتدخلات إنسانية عاجلة تشمل توفير الغذاء والمأوى والخدمات الطبية الأساسية.
وفي السياق ذاته، نوه أبو رمضان إلى أن الضفة الغربية تعاني أيضًا من قيود إسرائيلية شديدة، تشمل منع دخول العمال إلى إسرائيل أو المستوطنات، وتكثيف الحواجز التي عطلت حركة التجارة والتصدير، وأدت إلى تقسيم الأسواق الداخلية، مما فاقم من تدهور الأوضاع الاقتصادية في الأراضي الفلسطينية.
وفي نفس السياق، أكد الدكتور أشرف سنجر، خبير السياسات الدولية، أن الاعتداءات المتكررة من قبل الاحتلال الإسرائيلي على المنشآت الطبية في قطاع غزة، وعلى رأسها مستشفى المعمداني، تُعد جرائم حرب مكتملة الأركان، ويجب أن تُعرض أمام المحاكم الدولية لمحاسبة مرتكبيها.
المخطط الإسرائيلي في غزة
وأوضح سنجر، أن مزاعم الاحتلال بوجود مقاومين داخل المستشفيات لا تبرر بأي شكل من الأشكال استهداف المرافق الصحية، مشيرًا إلى أن القانون الدولي يُجرّم الاعتداء على الطواقم الطبية والمستشفيات والخدمات الإنسانية.
ولفت إلى وجود تقرير صادر عن مسؤول رفيع في الأمم المتحدة وثّق هذه الانتهاكات، في الوقت الذي يواجه فيه الجيش الإسرائيلي انقسامات داخلية واضحة، تمثلت في فصل 970 ضابطًا وجنديًا عارضوا استمرار الحرب، واعتبروها تخدم مصالح شخصية لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو.