عاجل

تحذير صحي من "العيش السن".. هل هو فعلاً خيار آمن لخسارة الوزن؟

العيش السن
العيش السن

في ظل التوجه المتزايد نحو الأنظمة الغذائية الصحية والبدائل التي تُروج لخسارة الوزن، برز "العيش السن" كأحد أشهر أنواع الخبز التي يُنصح بها في الحميات الغذائية. لكن المفاجأة التي قد تُصدم كثيرين، هي ما كشفه الدكتور مجدي نزيه، استشاري التثقيف الغذائي، حول الأضرار المحتملة لهذا النوع من الخبز، وخصوصاً تأثيره السلبي على الكلى وقدرة الجسم على امتصاص العناصر الغذائية.

ففي لقاء تلفزيوني ضمن برنامج "الستات ميعرفوش يكدبوا" على شاشة CBC، حذّر نزيه من الاعتقاد الشائع بأن العيش السن هو دائمًا الخيار الأفضل للصحة أو لخسارة الوزن، موضحاً أنه يحمل أضراراً خفية قد تؤثر على الجسم بشكل مباشر، وخاصة عند تناوله بكثرة ودون إشراف طبي أو غذائي.

 

العيش السن.. حمض البوليك وخطره على الكلى

من أبرز المخاطر التي أشار إليها الدكتور نزيه، هو أن العيش السن يحتوي على نسبة مرتفعة من حمض البوليك، وهو ناتج عن تكسير بعض البروتينات داخل الجسم. وعندما يتراكم هذا الحمض بمستويات عالية، يمكن أن يؤدي إلى حدوث التهابات في الجهاز الهضمي، وأخطر من ذلك، أنه يُمثل عبئًا كبيرًا على الكليتين، مما قد يؤدي إلى تفاقم مشاكل الكلى لدى الأشخاص المعرضين لذلك.

وأكد نزيه أن الاعتماد على العيش السن كعنصر أساسي في النظام الغذائي، دون وعي بكمياته وتأثيره، قد يُحوّل "الخيار الصحي" إلى خطر صامت يتراكم بمرور الوقت.


الألياف.. ليست دائمًا مفيدة

إلى جانب حمض البوليك، تطرق نزيه إلى عنصر آخر في العيش السن قد يبدو إيجابيًا ظاهريًا، وهو ارتفاع نسبة الألياف. فالألياف تُعرف بدورها في تعزيز الهضم والشعور بالشبع، لكنها قد تُسبب مشكلة حين تتداخل مع امتصاص الجسم لبعض المعادن الضرورية.

وأشار إلى أن الألياف الموجودة في الردة، وهي المكون الأساسي في العيش السن، يمكن أن ترتبط بالمعادن الموجودة في الأطعمة الأخرى، مما يُضعف امتصاصها داخل الجسم. ومثال ذلك: تناول الكبدة، وهي مصدر غني بالحديد والسيلينيوم، إلى جانب العيش السن قد يؤدي إلى فقدان الجسم للعديد من هذه المعادن المهمة بسبب التفاعل السلبي بين الألياف والمعادن.

وهذا يعني أن القيمة الغذائية للوجبة، بدلًا من أن تتضاعف، قد تنخفض بشكل ملحوظ نتيجة تداخل غير محسوب بين مكوناتها.


بدائل أكثر توازنًا وأقل ضررًا

على الرغم من التحذيرات، شدد الدكتور نزيه على أن الهدف ليس مهاجمة نوع معين من الخبز، بل هو الدعوة إلى التوازن والاعتدال في تناول الأطعمة. وأوضح أن هناك بدائل يمكن أن تكون أقل ضررًا وأكثر توافقًا مع الجسم، مثل تناول الكبدة أو الأطعمة الغنية بالمعادن مع العيش البلدي أو الفينو، بشرط أن لا تحتوي على نسبة عالية من الردة.

كما دعا إلى مراجعة عاداتنا الغذائية بشكل عام، مؤكدًا أن "الصحي" لا يعني دائمًا "آمن"، وأن هناك الكثير من المعلومات المغلوطة المنتشرة على وسائل التواصل الاجتماعي التي قد تؤثر سلبًا على اختيارات الناس دون أساس علمي دقيق.

الحركة.. السر الحقيقي لرفع معدل الحرق

وفي محور آخر من حديثه، فنّد الدكتور نزيه الاعتقاد السائد بأن معدل الحرق يقل مع تقدم السن، موضحًا أن العامل الأساسي في هذه المسألة ليس العمر بحد ذاته، بل مستوى النشاط البدني.

وأكد أن الأطفال يحرقون سعرات حرارية أكثر بسبب حركتهم المستمرة وتنشيط عضلاتهم بشكل دائم، بينما يعاني الكبار من ضعف الحرق بسبب نمط الحياة الخامل. وبيّن أن الحل ليس فقط في اختيار نوعية الطعام، بل أيضًا في تحفيز العضلات وزيادة الحركة اليومية، مشيرًا إلى أن ممارسة الرياضة بانتظام تظل الركيزة الأساسية لأي نظام غذائي ناجح.


لا تثق في الشهرة الغذائية دون وعي

تفتح تصريحات الدكتور مجدي نزيه الباب أمام إعادة تقييم الكثير من العادات الغذائية اليومية، خاصة تلك التي تُكتسب من "الترندات" أو يتم تداولها على أنها صحية دون تحقق. فالعيش السن، وإن كان مفيدًا في بعض الحالات، إلا أن الإكثار منه أو الاعتماد عليه كعنصر رئيسي قد يؤدي إلى نتائج عكسية.

التغذية ليست مجرد تصنيف للأطعمة بين مفيد وضار، بل هي علم متكامل يعتمد على التوازن، والتفاعل بين المكونات، والفروق الفردية بين الأشخاص. وبالتالي، يبقى الرجوع إلى أهل الاختصاص هو السبيل الأمثل لبناء نظام غذائي يحمي الصحة بدل أن يعرضها للخطر.

تم نسخ الرابط