جولدمان ساكس" يحذر من "فوائض كبيرة" في سوق النفط العالمية بسبب الحرب التجارية

حذر بنك "جولدمان ساكس غروب" من أن سوق النفط العالمية ستواجه "فوائض كبيرة" في المعروض خلال العامين الجاري والمقبل، وذلك في ظل تأثير الحرب التجارية سلباً على نمو الطلب على النفط الخام، وتخفيف تحالف "أوبك+" لقيود الإمدادات.
وتوقع محللون لدى البنك الاستثماري، بقيادة دان سترويفن، في مذكرة صدرت اليوم، أن يشهد السوق فائضاً في المعروض يقدر بنحو 800 ألف برميل يومياً في عام 2025، وأن يتفاقم هذا الفائض ليصل إلى 1.4 مليون برميل يومياً في عام 2026.
يأتي هذا التحذير في أعقاب انخفاض سعر النفط الخام إلى أدنى مستوى له في أربع سنوات خلال الشهر الجاري، حيث أثارت المخاوف من حدوث ركود عالمي، تغذيه الحرب التجارية المتصاعدة بين الولايات المتحدة والصين بشكل خاص، تساؤلات حول مستقبل الطلب على الطاقة. وقد زاد من حدة هذه النظرة السلبية قرار "أوبك+" المفاجئ بإعادة كميات من الإنتاج المتوقف بوتيرة أسرع من المتوقع.
وأشار المحللون إلى أنه "رغم أن السوق قد أخذت في الحسبان بالفعل بعض الزيادات المستقبلية في المخزونات، فإننا نتوقع فوائض كبيرة في عامي 2025 و2026 ستزيد من الضغط على الأسعار". وتوقعوا أن يبلغ متوسط سعر خام برنت 63 دولاراً للبرميل خلال الفترة المتبقية من هذا العام، وذلك في ظل سيناريو أساسي يستبعد حدوث ركود اقتصادي في الولايات المتحدة، ويفترض زيادة طفيفة في إمدادات "أوبك+".
كما توقع "جولدمان ساكس" تباطؤاً حاداً في نمو الطلب العالمي على النفط، حيث من المتوقع أن يرتفع بمقدار 300 ألف برميل يومياً فقط هذا العام، مع تسجيل تباطؤ أشد في الطلب على لقيم البتروكيماويات.
يُذكر أن الولايات المتحدة كانت قد خفضت في الأسبوع الماضي توقعاتها لنمو الطلب العالمي على النفط إلى حوالي 900 ألف برميل يومياً في عام 2025، وهو ما يقل بنحو 400 ألف برميل عن تقديرات الشهر الماضي. ومن المقرر أن تصدر منظمة "أوبك" تقريرها الشهري في وقت لاحق من اليوم، على أن تنشر وكالة الطاقة الدولية تحليلها يوم الثلاثاء.
وشهدت العقود المستقبلية لخام برنت انخفاضاً طفيفاً لتستقر عند 64.60 دولار للبرميل يوم الاثنين، لتسجل تراجعاً بنسبة 13% منذ بداية العام الجاري.
ويعد "جولدمان ساكس" من بين البنوك البارزة التي خفضت توقعاتها لأسعار النفط في الأسابيع الأخيرة، وذلك في ظل تصاعد الحرب التجارية التي تقودها الولايات المتحدة، واحتمال زيادة الإمدادات مع التحول في موقف "أوبك+".