تصعد النخل وتحفر القبور.. "منى": بشتغل أي حاجة عشان اصرف على أمي وولاد اختي

تصعد فتاة ترتدي بنطال وقميص وتضع علي رأسها غطاء وتربط بوسطها الحبل "المطلاع" وبيدها حبل به "جردل" وتبدأ في تسلق أشجار النخيل لجني البلح، وعلى الرغم من أن مهنة طالع النخيل ارتبطت ارتباطا وثيقا بالرجال، إلا أن "صبرية السباعي" أو "منى قوت"، كما تحب أن يطلق عليها الأهالي، بدات رحلتها بين السماء والأرض، بقرية الحلة التابعة لمركز قوص، جنوب محافظة قنا، لتثبت أنها “ست بمية راجل”.
«نيوز رووم»، يسرد لكم، في تلك السطور، رحلة منى مع مهنة الشقاء والتعب، والتي تنتهي في نهاية اليوم داخل منزل بدون سقف ولا كهرباء ولا مياه.


مهنة اختارتني لها
قالت مني:" لم اختارها بل هي التي اختارتني أن أعمل بها ، حيث أنني كنت في عمر 7 سنوات وكانت بالنسبة لي التسلق علي النخيل هواية حتي أصبحت مهنة احترفتها حتي أسطيع أن أحصل علي قوت يومي مع أسرتي المكونة من أمي وأشقائي البنات، بعد أن تركنا والدي ورفض أن ينفق علينا بسبب أن خلفتنا بنات وقرر أن يذهب مع أبنائها الصبيان من زوجته الأخرى" .

وأشارت مني الي أن صعوبة الحياة، وأنها لم تكمل دراستها، بسبب الظروف المعيشية، التي أجبرتها على العمل حتى تنفق على نفسها وعلى أسرتها، مضيفة أنها الآن تشارك والدتها في الانفاق على أبناء شقيقتها الذين توفى والدهم وتركهم دون عائل لهم.


حفرت القبور
وأضافت "مني" أنني عملت بعدة مهن منها بيع الخضر والفاكهة، وتوصيل الدقيق إلى البيوت علي عربة حديدية، وحتى فترة كورونا كنت أعمل في حفر القبور مع الشباب، ولكنني توقفت عن هذا الأمر بعد ذلك، عندما اشترى أحد أصحاب الخير توكتوك تعلمت عليه وأصبحت سائق، وفتحت دكان صغير بمعاونة أهل الخير أيضا وفي كل موسم أعمل بطلوع النخيل".
منزل دون مأوى
ونوهت إلى أن أهل الخير قاموا ببناء منزل صغير لهم ولكن دون سقف ولا كهرباء ولا مياه، وتعيش مع والدتها فيه، في البرد والحر بدون أي حماية، إلا أنهم يشكرون الله علي كل حال قائلة:" دايما بشكر ونحمد ربنا علي كل حاجه، اشتغلت كل حاجة عشان أقدر أصرف على نفسي وأمي وحاليا أبناء شقيقتي الأيتام ولم أكل أو أمل يوما من تلك الحياة، وأعرف أن كرم ربنا كبير وقادم والظروف الصعبة لن توقف الحياة ".