عمرها 255 عاما.. قصة أقدم معصورة زيوت علي البارد في قنا (صور)

بمجرد السير في شوراع مدينة قوص جنوب محافظة قنا، تشتم رائحة وعبق التاريخ التي تفوح من جدران وحوائط المنازل القديمة الموجودة وحتي المحال التجارية ، وفي وسط تلك الشوارع تجد رائحة الزيوت تنتشر في الهواء ، بالقرب من أحدي هذه الشوارع تجد نفسك امام أقدم معصرة زيوت علي البارد ، لا زالت تعمل من خلال دابة وراحي تدور لعصر البذور علي الطريقة الباردة.
“نيوز رووم” يسرد لكم قصة أقدم معصرة زيوت بمركز قوص “معصرة الحاج يونس” التي تجاوزت الـ 255 عام تقريبا حيث يعود تأسيسها إلى عام 1190 هجريًا، وقد أسسها الجد السابع لمالكيها حاليًا.
عصر الزيوت بالراحي
يقول الحاج محمد يونس ، صاحب المعصرة أنه توراثها عن اجدادها وابئها ، وعمره يتجاوز الــ300 عام تقريبا، ولها شهرة عالمية فكانت الوفود تأتي الينا من جميع البلدان لشراء الزيوت ، وليس لدينا تصدير لعدم وجود أمكانيات تؤهلنا لهذا الامر ولكن من يطلب ويرسل لنا نبعث له ما يطلبه.
وأشار صابر محمود ، أحد أقدم عمال المعصرة ، أن المعصرة كان الجميع يأتي للشراء منها وخاصة أنه بها 33 نوع زيوت كانت تنتجهم حاليا لدينا عدد قليل بسبب الزراعات المختلفة "الثوم والبصل وحبة البركة والزيتون والجزر والخس.
ونوه الي أن الزيوت علي البارد يمتاز عن غيرها من من المعاصر أنها تحتفظ بكل روائح الزيوت لا يمكن أن تتطاير بسبب قيام الدابة بالدوران بالحجر لعصر الزيت ويتم رش الماء وهو الامر الذي يكون فيه نظام التبريد.
زراعات الصعيد
وأشار محمود ثابت، أبن مركز قوص ، أن الخص والسمسم من الزيوت التي كانت لها شهرة واسعة في تلك المعصرة ولكن مع ظهور محصول قصب السكر بدأ الكثير من المزراعين يعزف عن زراعة السمسم والخس واصبح علي اطراف الاحواض ليس مثل ذي قبل كانت مساحات من الزراعات.
ونوه “ثابت” الي أن اسعار الزيوت أختلفت كثيرا بسبب ارتفاع اسعار المواد الخام ، ولكن بكل المقاييس تظل اسعار تلك المعصرة هي الاقل في السوق المحلي بالاضافة الي أن الجميع يأتي اليها كما كنا نسمع لشراء الزيوت التي تهتم بجمال البشرة والشعر للنساء ولكن الامر حاليا أقتصر علي السوق المحلي .