الاستقالات الجماعية تضرب مستشفات جامعة الإسكندرية.. والأطباء تحذر من الانهيار

فجرت استقالات أطباء جامعة الإسكندرية، جدلا كبيرا في الساعات الماضية، بعد أن شهدت واقعة غير مسبوقة بتقديم 117 طبيبا استقالتهم دفعة واحدة، حيث طرحت تساؤلات حول الأسباب والدوافع التي دفعتهم إلى تقديم استقالتهم.
وانتشرت عبر منصات مواقع التواصل الاجتماعي، أن هناك عددا من الشكاوى من الأطباء وراء الاستقالات الجماعية لأطباء جامعة الإسكندرية، على رأسها بيئة العمل المناسبة للأطباء وتوفير ما يلزم لهم للمارسة عملهم الطبي، وسط مخاوف من وصول تأثيرها على الخدمة المقدمة داخل المستشفيات الجامعية.
جامعة الإسكندرية ترد على الاستقالات الجامعية للأطباء
وردت جامعة الإسكندرية، في بيان رسمي على الاستقالات الجماعية، وخلو 117 وظيفة طبية بسبب الاستقالات الجماعية للأطباء المقيمين خلال فترة زمنية قصيرة، مما يهدد بانهيار جزئي في بعض التخصصات الحرجة ويطرح تساؤلات حول مستقبل المنظومة الصحية الجامعية في مصر.
وأوضحت إدارة مستشفيات جامعة الإسكندرية، أن عددًا كبيرًا من الأطباء المقيمين تقدموا باستقالاتهم أو تخلفوا عن استلام وظائفهم، ما أدى إلى خلو 117 وظيفة، موزعة على عدد من المستشفيات والمراكز التابعة للجامعة، من بينها، قائلة: ردًا على ما أثير مؤخرًا في مواقع التواصل الاجتماعي عن إعلان الوظائف الشاغرة للجلسة التكميلية للأطباء المقيمين بمستشفيات جامعة الإسكندرية في أبريل 2025 وفقًا للإعلان الصادر في هذا الشأن، طبقًا للائحة الأساسية للأطباء المقيمين يتم انعقاد جلسة أساسية لاختيار الوظائف في شهر سبتمبر كما يتم انعقاد جلسة تكميلية في أبريل التالي، وتكون الجلسة التكميلية في التخصصات المختلفة التي خلت لأي سبب من الأسباب.

وكشفت جامعة الإسكندرية، عن أسباب خلو أماكن في المرحلة التكميلية وهي؛ إما أن تكون من الوظائف المتبقية من الجلسة الأساسية أو بسبب تنازل بعض الأطباء عن وظيفتهم والعودة إلى مستشفيات وزارة الصحة للالتحاق بإحدى نيابات وزارة الصحة في التخصص الذي يرغب فيه والذي قد يكون نفذ في الجلسة الأساسية ويكون متاح في إحدى المستشفيات التابعة لوزارة الصحة أو الهيئات الأخرى التي تصدر وظائفها بعد إعلان الوظائف لدينا.
كما ذكر البيان، أسباب أخرى لوجود أماكن شاغرة ومنها أن الطبيب وجد فرصة أفضل خارج الجامعة حسب رغبته الشخصية وهذا متاح حسب اللوائح والقوانين وهو أمر معتاد عليه طبقًا للتقاليد المتبعة بكلية الطب جامعة الإسكندرية، مؤكدة أن مستشفيات جامعة الإسكندرية ملتزمة بتطبيق القوانين واللوائح المنظمة لعملية اختيار الأطباء المقيمين وأن الآلية سالفة البيان لاسيما تلك الإجراءات هي الآلية المتبعة منذ سنوات على مستوى مستشفيات جامعة الإسكندرية.


نقابة الأطباء تحذر من انهيار المنظومة الصحية في مصر
وعقب الدكتور إبراهيم الزيات، عضو مجلس نقابة الأطباء، على أزمة أطباء جامعة الإسكندرية، مؤكدا أنه حذر منه تكرارا ومرارا ومنذ سنوات، وأنه جراء تجاهل تام لشباب الأطباء في مصر.
وأضاف عضو مجلس نقابة الأطباء، في تصريحات خاصة لـ"نيوز رووم"، أن المنظومة الطبية في مصر وما يحدث لها يعرضها للانهيار، موضحا أن الضحية في النهاية هو المريض المصري.
ورأى عضو مجلس نقابة الأطباء في مصر، أن الطبيب المصري بحاجة إلى 3 أمور مهمة، وهي ( تدريب طبي مستمر - بيئة عمل آمنة وآدمية - دخل معيشي يوفر له حياة كريمة)، مشيرا إلى أن الظاهرة الآن هو استقطاب دول العالم سواء الخليج أو أوروبا لشباب الأطباء المصريين وليس الكبار كما كان في السابق.
وأوضح الزيات، أن ذلك يسبب نزيفا للكوادر الطبية المصرية والتأثير على المنظومة الطبية في مصر، حيث يسعى الطبيب الشاب إلى تأمين مستقبله المالي والبحث عن دخل جيد، قائلا:"الطبيب الشاب الآن يعمل في أكثر من مكان من أجل توفير الدخل المناسب له والحصول على الماجستير والدكتواره والزمالة.. كما أن الضغط والعمل في أكثر في مكان للطبيب يعرضه للإرهاق والموت فجأة وفي النهاية يتأثر المريض نتيجة عدم توافر العديد من العوامل داخل المستشفيات".