أول من اعترفت باستقلالها وساندتها خلال الغزو العراقي.. علاقة مصر بالكويت راسخة

سلّطت صحيفة «القبس» الكويتية الضوء على زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسي إلى الكويت، التي بدأت اليوم الإثنين، مشيرة إلى أنها تأتي في إطار تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين، والتي تُمثل نموذجًا يُحتذى به في العلاقات العربية-العربية، بفضل امتدادها التاريخي وتعاونها الوثيق في مختلف المحطات المفصلية.
علاقات راسخة تتجدد
أشادت الصحيفة بمتانة الروابط بين القاهرة والكويت، مؤكدة أنها ترتكز على أسس من التفاهم المشترك والمواقف المتبادلة الداعمة منذ عقود. ووصفت العلاقات بين البلدين بأنها "استثنائية" و"وثيقة"، ارتكزت على مواقف مشرفة من الجانبين، سواء في الأزمات الإقليمية أو على صعيد التعاون الثنائي.
ولفتت إلى أن مصر كانت من أوائل الدول التي اعترفت باستقلال الكويت عام 1961، كما ساندتها خلال الغزو العراقي في عام 1990، في حين لم تتأخر الكويت عن تقديم الدعم لمصر في فترات مفصلية مثل العدوان الثلاثي عام 1956 وحربي 1967 و1973.

محطات فارقة في العلاقات
أبرزت الصحيفة أن العلاقات بين البلدين دخلت مرحلة جديدة ومتميزة العام الماضي، مع قيام أمير الكويت الشيخ مشعل الأحمد بزيارة رسمية إلى القاهرة، كانت الأولى له بعد توليه الحكم.
وقد شهدت الزيارة تقليد الرئيس السيسي لسمو الأمير "قلادة النيل"، أرفع وسام مصري، تقديرًا للعلاقات الوثيقة والمكانة المرموقة لسموّه.
كما أشارت إلى انعقاد اللجنة المشتركة المصرية – الكويتية في دورتها الثالثة عشرة في القاهرة، حيث تم توقيع عشر مذكرات تفاهم في مجالات الاقتصاد والبيئة والسياحة والإعلام والتخطيط وغيرها، مما يعكس حرص الجانبين على تعزيز التعاون المؤسسي والتنفيذي.

شراكة اقتصادية متصاعدة
أوضحت «القبس» أن الكويت تُعد من أبرز الشركاء الاقتصاديين لمصر، حيث تبلغ استثماراتها نحو 20 مليار دولار، وتستحوذ على 25% من مشروعات الصندوق الكويتي للتنمية داخل مصر، لا سيما في قطاعات الكهرباء والبنية التحتية.

شهادات تؤكد التلاحم
في سياق متصل، نقلت الصحيفة تصريحات عدد من الخبراء والمحللين، أبرزهم الكاتب الصحفي أسامة عجاج، الذي أكد على خصوصية العلاقات المصرية الكويتية منذ إعلان استقلال الكويت، مشيرًا إلى دور الزعيم الراحل جمال عبدالناصر في دعم هذا الاستقلال ودمج الكويت في المنظومتين العربية والدولية.
واستعرض الدور الكويتي خلال حرب 1967 عبر تشكيل "لواء اليرموك"، الذي شارك في المعارك وقدم 40 شهيدًا على أرض مصر، بينما بلغ عدد الشهداء المصريين في حرب تحرير الكويت 13 شهيدًا.

روابط شعبية وثقافية متجذرة
من جهته، أكد المحلل السياسي أشرف عبدالعزيز أن العلاقات بين البلدين تتجاوز المستوى الرسمي، وتمتد إلى التعاون الثقافي والفني، مستشهدًا بتجربة مجلة "العربي" الكويتية، التي ساهمت في تعزيز التواصل الثقافي العربي.
وشدد على أن المواقف المشتركة في القضايا القومية الكبرى، والتعاون المستمر في مجالات السياسة والدفاع والاقتصاد والثقافة، تؤكد أن العلاقات بين القاهرة والكويت ليست مجرد تحالف سياسي، بل تعبير عن روابط أخوية وشعبية عميقة الجذور.
آفاق جديدة للتعاون
وأشادت الصحيفة بما وصفته بـ"السياسة الحكيمة" للقيادة الكويتية في إدارة الملفات الإقليمية والدولية، معتبرة أن زيارة الرئيس السيسي اليوم تفتح آفاقًا جديدة لمزيد من التعاون الثنائي، في ظل الزخم الذي شهدته العلاقات خلال العام الماضي من زيارات متبادلة واتفاقيات نوعية.